20111023
العالم
اعلنت السلطات الليبية الجديدة السبت ان جثة الديكتاتور المخلوع معمر القذافي لن تخضع لاي تشريح بينما لا تزال معروضة في غرفة مبردة في مصراتة وذلك عشية الاعلان الرسمي عن تحرير البلاد تماما.
وفي حين سرت معلومات حول تشريح جثته السبت، قال المتحدث باسم المجلس العسكري في مصراتة فتحي باش اغا لوكالة الصحافة الفرنسية "لن يجري تشريح اليوم (السبت) ولا اي يوم اخر. لن يفتح احد جثة القذافي".
وقد اسر معمر القذافي (69 سنة) الفار منذ سقوط طرابلس في 23 اب/اغسطس الخميس حيا في سرت مسقط راسه لكنه قتل بعيد ذلك برصاصتين. وما زالت ظروف مقتله غامضة، هل اعدم او اصيب في تبادل لاطلاق النار.
وتوحي الصور واشرطة الفيديو التي التقطت خلال اسره في سرت (360 كلم شرق طرابلس) فرضيات عدة حول سبب مقتله.
وقد اكد الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل الجمعة ان القذافي قضى متاثرا بجروحه بعد اصابته برصاصتين في تبادل اطلاق نار خلال اسره.
لكن هذه الرواية لم تقنع الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية اللتين دعتا الى التحقيق لتحديد ما اذا كان اعدم من دون محاكمة برصاصة في الراس.
ومن بنغازي اكد عبد الجليل ان تحقيقا جاريا حاليا حول ظروف مقتل الديكتاتور السابق من دون التحدث عن تشريح.
ويرجح ان يدفن القذافي في مكان مجهول تفاديا لاي زيارة الى قبره كما اعلن اعضاء في المجلس العسكري في مصراتة.
لكن مصادر عدة تحدثت عن انعقاد اجتماع على الارجح السبت لاقناع اخر المشككين بالتوافق على القرار.
وما زالت جثة القذافي معروضة صباح السبت في غرفة مبردة في احدى اسواق ضواحي مصراتة حيث نقلت ايضا جثة ابنه المعتصم ليل الجمعة السبت.
ويقف عشرات من الليبيين في طابور ينتظرون مشاهدة الجثتين الممددتين جنبا الى جنب في مكان على الارض وعليهما غطاء لا يترك للعيان سوى راسيهما.
وقد مر من هناك الاف الاشخاص الجمعة لمشاهدة جثة القذافي.
وفي بيان بثته قناة الراي القريبة من النظام السابق دعت ارملة القذافي الجمعة الامم المتحدة والمنظمات الدولية الى ارغام المجلس الوطني الانتقالي على تسليم الجثث لقبائلها .
وما زال اثنان من اعيان النظام السابق فارين هما صهر معمر القذافي وقائد الاستخبارات الليبية السابق عبد الله السنوسي (62 سنة) وابن الزعيم السابق سيف الاسلام (39 سنة) الذي طالما قيل انه سيخلف اباه على راس السلطة في ليبيا.
واعلن مصدر حكومي نيجري السبت ان عبد الله السنوسي ، "رصد" في اقصى شمال النيجر قرب الحدود الليبية.
وسرت الخميس معلومات متناقضة حول سيف الاسلام -الاسر او الموت او الفرار- من دون تاكيد اي منها علما بان المحكمة الجنائية الدولية اصدرت بحقهما مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
ولكن لا يتوقع ان يمنع ذلك المجلس الوطني الانتقالي الاحد من اعلان "تحرير كل البلاد" ما سيفتح المجال امام مناقشات لتشكيل حكومة توكل اليها ادارة المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات المقررة ضمن مهلة ثمانية اشهر.
وبعد ارجاء الاعلان منذ الخميس، يفترض ان يتم الاحد اي قبل اسبوع تماما من اعلان نهاية عملية "الحامي الموحد" العسكرية التي نفذها الحلف الاطلسي منذ اذار/مارس في ليبيا.
وفي الاردن حيث يقوم السبت بزيارة قال رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل ان اعادة اعمار ليبيا "مهمة مستحيلة".
من جانبها، افادت صحيفة لوس انجليس تايمز الجمعة ان معمر القذافي اخرج بطريقة سرية من ليبيا اكثر من 200 مليار دولار لاستثمارها في الخارج، اي ضعف المبلغ الذي تحدثت عنه الحكومات الغربية حتى الان.