2011/10/26
العالم
اكد أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن التنازع والخلاف بين التيارات الفكرية في مصر بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام أنتج ثقافتين متضادتين، ودعا الى تذويب هذه الخلافات.
ونقلا عن شبكة التوافق الاخبارية يوم امس الاحد، فان الطيب اضاف خلال افتتاحه ندوة التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الأزهر، قائلا: "ان الناس لم يستفيدوا من الثقافة الإسلامية الرائدة ولا استفادوا من التجربة الحداثية الغربية وتراجعنا على كل المستويات العلمية الفكرية وأدى ذلك إلى تعدد المنابر الداعية إلى تغريب المجتمعات العربية وغابت الرؤية المشتركة التي تذوب الخلاف بداخلها وانتشرت ثقافة إما أكون أنا أو تكون أنت وهي ثقافة لن تؤدي إلا إلى تدمير المجتمع الذي تنتشر فيه".
وتابع القول: أن الثقافة المصرية أصابها خلال القرنين الماضيين بعض الآفات وخاصة التمزق الذي جعلها تتضاءل حتى الانسحاب من مجال الريادة والقدرة على صياغة الرواد الذين يقوم على أكتافهم هذا المجتمع، مشيرا إلى أن أخطر تمزق أصيبت به بل ورماها في مقتل هذا التناقض المصطنع بين التراث وحداثة الغرب .
وقال شيخ الأزهر أن الثقافة التي تعبر عن أحلام المصريين تعد الفردوس المفقود، وارجع السبب إلى وجود تيارات قومية وغير قومية تدعو للتغريب، وهو ما أحدث خواء ثقافيا، فلم نستفد من ثقافة إسلامية حقيقية، ولا من ثقافة الغرب شيئا يكون عنصر قوة لمجتمعاتنا المتردية في شتى المجالات .
وأضاف شيخ الأزهر أنه كلما علا الصوت بان حياتنا في ثقافة الغرب كلما زادت المشكلة، موضحا أن هذا التيار يرجع بنا إلى قشور لا تمس الإسلام في شيء رغم صوته المجلجل الذي زاد من غربة المسلمين.
وشدد شيخ الأزهر على ضرورة عقد لقاءات للمثقفين والأزهر والكنيسة للوصول إلى تصور محدد ومعرفة حقيقية لمشكلة التعليم والبحث العلمي ووضع حلول للمشكلات ترتبط بواقع هذا المجتمع، مشيرا الى ان الأمور عادت إلى الخطب والمقالات بسبب غياب الرؤية المشتركة التي تحدد معالمها وهنا لا مفر من توحد المرجعية في توافق ثقافي.