2011/10/29
فارس
لازالت صفقة تبادل الأسرى بالجندي الصهيوني جلعاد شاليط، تتصدر المشهد السياسي والإعلامي وحتى الاجتماعي على الساحة الفلسطينية.
أن المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية بغزة يوسف رزقة قال:" صفقةُ تبادل الأسرى بشاليط تمت في سياقٍ سياسي عام يختلف تماماً عن السياق الذي توفَّر في زمن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أو في وساطة الجنرال الألماني غرهارد كونراد".
وأرجع رزقة السبب في تبلور الصفقة إلى دخول منطقة الشرق الأوسط في سياق سياسي جديد، وخصص أكثر بتأكيده أن "الفضل يعود لإطاحة الثورة المصرية بنظام حسني مبارك".
وأشار رزقة إلى مظاهر الأزمة الحادة؛ والتي كانت بادية للعيان بين مصر الثورة وكيان الاحتلال، منبهاً إلى أن في الأحشاء كان هنالك تهديداً حقيقياً لاتفاقية "كامب ديفيد"، الأمر الذي وضع العلاقات المصرية – الصهيونية الباردة أصلاً على مفترق طرق، إما أن تذهب إلى الهاوية، وإما أن يتجه الطرفان نحو ترميمها بالقدر الممكن في هذه المرحلة.
وبيَّن أن الطرفين قد اختارا عملية الترميم الهادئ، لافتاً إلى تقديم وزير حرب الاحتلال أيهود باراك اعتذاراً بالنيابة عن حكومة الائتلاف الحاكم بالكيان عن مقتل خمسة جنود مصريين على الحدود أثناء تنفيذ المقاومة عمليةً نوعية في مدينة "إيلات" في آب (أغسطس) الماضي.
ونوَّه رزقة إلى أن حكومة نتنياهو استجابت لمطالب الجانب المصري بضرورة إنجاح مفاوضات تبادل الأسرى في هذه المرحلة الحساسة جداً.
وأوضح أن "تل أبيب" بحاجةٍ إلى توثيق العلاقة مع المجلس العسكري في مصر من خلال تفهم طبيعة هذه المرحلة، والعيش في السياق السياسي الجديد والتكيف معه، انطلاقاً من مركزية اتفاقية "كامب ديفيد".
وكشف مستشار هنية السياسي النقاب عن فشل رجل برلين في تحقيق الصفقة، مشيراً إلى أن ما جاء به الجنرال كونراد رفضته حركة حماس وقبله رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو؛ كونه كان الأقرب إلى مصالح "تل أبيب" ورؤيتها التفاوضية لعملية التبادل.
وأضاف:" الحركة لمست في عرض الوسيط الألماني إجحافاً واضحاً بمصالحها، ولم تستطع أن تدافع عنه أو أن تتبناه، فيما لم يتمكن كونراد من الضغط على الاحتلال لتليين موقفه، ليوقف حراكه وتعطل الصفقة؛ التي قرر نتنياهو أخيراً القبول بمطالب حماس في مقابل علاقة جيدة مع المجلس العسكري في مصر".
ورأى رزقة أن الطرف المصري كان الأكثر إدراكاً للمتغيرات في قراءة الصهاينة للصفقة، والأكثر اطلاعاً على توجهات الرأي العام في الكيان الضاغط بأغلبية من أجل إتمامها، بالإضافة لكونه الأكثر تقديراً لحاجة نتنياهو للخروج من ضغط الاحتجاجات غير المسبوقة، متابعاً:" لذلك كله وكون السياسة فرصٌ يجدر اقتناصها في وقتها، ومن الممكن في ضوء مصالح معقدة، كان قرار النجاح مصرياً بالدرجة الأولى قبل أن يكون صهيونيا لذا تمكن فريق المخابرات المصري من تسوية العقبات وتوظيف السياسة لصالح النجاح، فكانت صفقة (وفاء الأحرار)".