20111108
القدس العربی
دعا العاهل المغربي محمد السادس مساء الأحد الجزائر إلى التعاون من أجل بناء "نظام مغاربي جديد" يكون "محركا حقيقيا للوحدة العربية" ويضمن "الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء".
وقال الملك محمد السادس في خطاب إلى الامة إن "المغرب يؤكد استعداده، سواء على الصعيد الثنائي، وخاصة مع الجزائر الشقيقة (...) إلى انبثاق نظام مغاربي جديد يتجاوز الانغلاق والخلافات العقيمة ليفسح المجال للحوار والتشاور والتكامل والتضامن والتنمية".
وأعرب العاهل المغربي عن أمله في أن يشكل هذا النظام "بدوله الخمس، محركا حقيقيا للوحدة العربية، وفاعلا رئيسيا في التعاون الأورو- متوسطي وفي الاستقرار والامن في منطقة الساحل والصحراء، والاندماج الافريقي".
وأدلى الملك بخطابه إلى الامة في مناسبة (الذكرى ال36 للمسيرة الخضراء) حين سار 350 الف مغربي إلى الصحراء الغربية في 1975 بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني ما شكل نهاية الاستعمار الاسباني لهذه المنطقة.
وتشهد العلاقات بين الرباط والجزائر توترا منذ عقود بسبب قضية الصحراء الغربية. ويأخذ المغرب على جارته دعمها لجبهة البوليساريو المسلحة التي تطالب باستقلال الصحراء عن المملكة المغربية وهو ما ترفضه الرباط رفضا قاطعا وتعرض بدلا منه منح هذه المنطقة حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها.
واكد العاهل المغربي في خطابه "حرص بلادنا على التنفيذ التام لقرارت مجلس الامن ذات الصلة، للتوصل الى حل سياسي نهائي متوافق عليه لهذا النزاع الاقليمي المفتعل، في اطار الوحدة الوطنية والترابية للمملكة".
وشدد على أن "التزام المغرب بتفعيل توجهاته السيادية في كل أبعادها لا يوازيه إلا عزمه على مواصلة التعاون مع الأمم المتحدة وكل الأطراف المعنية للمضي قدما في مسار المفاوضات وفق المقاربات الخلاقة، التي طرحها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، وعلى أساس مبادرتنا للحكم الذاتي".
واضاف "لقد آن الاوان ليتحمل كل طرف مسؤوليته، فبدل الخضوع لنزوعات الجمود والتجزئة والانفصال، يتعين اتخاذ قرارات اندماجية وتكاملية ومستقبلية شجاعة".
وأكد العاهل المغربي أن "الصحراء المغربية ستكون نموذجا للجهوية الموسعة، بما تنطوي عليه من انتخاب ديمقراطي لهيآتها ومن تحويل واسع للسلطات والامكانات من المركز إلى الجهات، وكذا من آليات التضامن الجهوي والوطني والتأهيل الاجتماعي والتنمية البشرية".
ودعا الى "استثمار الفرص الجديدة التي تتيحها التحولات التي تعرفها المنطقة العربية والمغاربية، والتي كان المغرب سباقا لتفهم التطلعات الديمقراطية المشروعة لشعوبها والتضامن معها، وذلك في حرص على استقرار بلدانها، وعلى وحدتها الوطنية والترابية".
وندد العاهل المغربي بما يتعرض له سكان الصحراء الغربية اللاجئون في مخيمات تندوف في جنوب غرب الجزائر، وهي مخيمات تديرها السلطات الجزائرية وجبهة البوليساريو.
وقال "ان مواطنينا في مخيمات تندوف، ما يزالون يعانون، في منطقة معزولة ومغلقة، أبشع أساليب الحرمان والقمع والإهانة، في تنكر لكرامتهم وحقوقهم الأساسية المشروعة".
واضاف "نجدد رفضنا لهذا الوضع غير الإنساني المهين، وللمناورات السياسوية الدنيئة، لخصوم وحدتنا الترابية، الذين يتجاهلون، بشكل سافر، كل النداءات الدولية، بما فيها دعوات مجلس الأمن الدولي، والمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لإجراء إحصاء يضمن الحق الإنساني والطبيعي لإخواننا بتندوف، في الحماية القانونية وتمكينهم من كافة حقوقهم".
وبحسب البوليساريو فان عدد لاجئي تندوف يبلغ حوالى 160 الفا، وهؤلاء تعتبرهم الرباط مواطنين مغربيين.
وضم المغرب الصحراء الغربية، وهي مستعمرة اسبانية سابقة، في العام 1975. وتطالب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو)، مدعومة خصوصا من الجزائر، بتنظيم استفتاء لتقرير المصير في هذه المنطقة برعاية الامم المتحدة.
بالمقابل يؤيد المغرب منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا تحت سيادته رافضا أي حديث عن امكانية استقلالها عنه.