20111108
رویترز
قال قائد عسكري اسلامي ان المقاتلين الذين أطاحوا بمعمر القذافي سيحتفظون بأسلحتهم في الوقت الحالي للمساعدة في دعم الأمن.
وقال عبد الجواد البدين وهو قائد لواء في مقابلة ان من المتوقع أن يترك كثير من المقاتلين وحداتهم نظرا لانتهاء العمليات القتالية الكبرى في حين سيتلقى من يبقى منهم الأوامر من وزارة الدفاع الوليدة.
وأضاف لرويترز أن نسبة كبيرة تريد العودة للحياة المدنية وانه لن يفاجأ اذا اختار أفراد ان يكونوا جزءا من الجيش. وذكر ان الوحدات لا تعارض ان تنضوي تحت مظلة الجيش لان هدفها الرئيسي هو خدمة البلاد.
وقال البدين وهو ايضا متحدث باسم اتحاد القوى الثورية الذي يضم نحو 25 الف مقاتل من شرق ليبيا ان ما لا يودون رؤيته هو ان يتحول الامر الى حدث للعلاقات العامة يلقي فيه المقاتلون بأسلحتهم أمام الكاميرات.
ويهدف الاتحاد الى دمج الالوية في بقية انحاء البلاد تحت قيادته وقال زعيم الاتحاد فوزي بوكتف وهو نائب وزير الدفاع ان من سيظلون خارج الاتحاد يجب ان يعتبروا مقاتلين غير شرعيين.
وربما تكون المتاعب تختمر في أجزاء من ليبيا حيث تزداد شكوك المدنيين الساخطين المسلحين في محاولات حكامهم المؤقتين لارساء النظام والقانون في بلد يعج بالاسلحة.
وقال البدين الذي كان عضوا بالجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة المحلولة حاليا والتي شنت تمردا فاشلا ضد القذافي في التسعينات وتصنفها الولايات المتحدة كمنظمة ارهابية انه يتعين على الميليشيات التمسك باسلحتها لمنع القوات الموالية للقذافي من محاولة إعادة تنظيم صفوفها.
واضاف أنه اذا سلم المقاتلون اسلحتهم حاليا واستولت القوات الموالية للقذفي على سبها ومدن اخرى فانه لا يعتقد ان الجيش الوطني يمكنه احتواء مثل هذا التهديد بمفرده.
ولا يوجد في الوقت الحالي أمل يُذكر لدى الموالين للقذافي لاعادة نظام الدكتاتور الراحل بعدما جرى سحق قواته المسلحة وبعد مقتل أو نفي اغلب افراد اسرته.
لكن المجلس الوطني الانتقالي المبتلى بالانقسامات يسعى جاهدا للتعامل مع بعض المناطق النائية في البلاد مثل بلدة سبها الواقعة في منطقة جنوبية قضى فيها القذافي جزءا من شبابه.
وقال البدين ان وجهاء سبها طلبوا من لوائه إرساء الأمن هناك لكن المجلس الوطني الانتقالي يتلكأ في الموافقة على ذلك. واشار الى أن سبب التأجيل هو ما يعرف عن رجاله بأنهم إسلاميون.
وقال ان المقاتلين لن يذهبوا بدون طلب رسمي من المجلس الوطني الانتقالي لان التجربة أثبتت انهم كثيرا ما كانوا يتهمون بفعل أشياء خاطئة.
واضاف أنه لن يفاجأ ان ذهبوا الى هناك ان يسمع في اليوم التالي نبأ اتهامهم بارسال أسلحة للقاعدة في الجزائر.
ويتساءل كثيرون الان عن نوع الاسلام السياسي الذي سيسعى المقاتلون الذين يستلهمون الدين الى جلبه الى البلاد.
وقال البدين ان اغلب المقاتلين الذين كثيرا ما يذهبون الى القتال وهم يرددون "الله أكبر" متدينون ويمكن اعتبار كثير منهم اسلاميين. لكنه يرى أن أهدافهم السياسية معتدلة.
وقال ان من الصعب القول ان لدى المقاتلين طريقة تفكير واحدة أو جدول أعمال سياسيا مضيفا انه يستطيع ان يؤكد ان نسبة كبيرة منهم اسلاميون وانه لا يرى أحدا له جدول أعمال علماني.
وتابع ان نسبة كبيرة من المقاتلين تريد تطبيق الشريعة ودستورا لا يتعارض معها وانه يعتقد ان جميع الليبيين يريدون ذلك وليس الاسلاميين فقط.
وسكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين نسمة جميعهم تقريبا من السنة وهم محافظون دينيا لكن هناك آراء مختلفة بشأن دور الاسلام في المرحلة الجديدة.
وثمة عودة لظهور الاسلام السياسي في ليبيا شأنها شأن دول أخرى تشهد انتفاضات الربيع العربي. لكن بيانات الاسلاميين عن دور الشريعة او الدين في السياسة ما هي الا مؤشرات تقريبية بشأن ما ينتظر في المستقبل من الناحية السياسية.
وتنص كثير من الدساتير في الشرق الاوسط بالفعل على ان الاسلام هو الدين الرسمي للدولة وان الشريعة هي اساس التشريع لكن يوجد بها ايضا قوانين مدنية وجنائية قائمة على نماذج اوروبية. ويقول الاسلاميون في ليبيا ان النظام الجديد يجب ان يكون شاملا ومقبولا حتى لغير المسلمين.
وقال البدين الذي عاش لسنوات في المنفى في انحاء العالم العربي وجرى تسيلمه في آخر الامر الى ليبيا حيث سجن لمعارضته للقذافي انه لا يعتقد ان القاعدة يمكنها ان تزرع نفسها في ليبيا.
واضاف أنه اذا أرسلت القاعدة اشخاصا الى ليبيا فسيكون وجودهم ضعيفا للغاية معربا عن اعتقاده بان الشعب الليبي لن يقبلهم.
ويعتقد مسؤولون غربيون ان بعض اعضاء الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة التي كان ينتمي اليها في وقت من الاوقات ساعدوا شبانا من العرب في الخارج على السفر الى العراق للقتال. لكن الجماعة رفضت مبادرات من القاعدة وندد قادتها علنا بالتطرف.
وبالنسبة لرايات القتال الاسلامية السوداء التي شوهد بعض المقاتلين الليبيين يحملونها يقول البدين انه لا علاقة لها بدعم القاعدة التي ترفع رايات مماثلة في العراق.
ولا ترفع وحدات الثوار رسميا سوى العلم الليبي الذي يرجع الى فترة ما قبل قبل حكم القذافي لكنها لا تعارض التعبير الفردي.
وقال البدين ان القاعدة ليس لها راية رسمية وان استخدامها لراية مشابهة لا يعني انه يحق لها فقط استخدامها.