20111110
العالم
يكشف الفيلسوف الاسرائيلي برنار هنري ليفي في كتاب جديد الكثير من أسرار العدوان على ليبيا وقتل معمر القذافي.
ويؤكد ليفي في كتابه "الحرب بدون أن نحبها" ـ الذي صدر اليوم الاربعاء ـ أن فرنسا قدمت بشكل مباشر او غير مباشر كميات كبيرة من الاسلحة إلى الثوار الليبيين الذين كانوا يقاتلون للاطاحة بالعقيد القذافي، تقرر حجمها في اجتماعات كان بعضها سريا.
ويروي هنري ليفي بالتفصيل كيف اقنع الرئيس الفرنسي اليهودي نيكولا ساركوزي بالمشاركة دبلوماسيا ثم عسكريا في النزاع الليبي.
وبعد ساعات من تشكل المجلس الانتقالي التقى في الخامس من مارس في بنغازي (شرق ليبيا) مصطفى عبد الجليل الذي تولى رئاسة المجلس.
واعترف هنري ليفي بانه "شخصية مجهولة" لكنه اقترح عليه مع ذلك نقل رسائل إلى نيكولا ساركوزي وقيادة وفد من الثوار إلى باريس.
وبعد دقائق اتصل هاتفيا بالرئيس الفرنسي وقال له "فكرتي هي جلب وفد من الوفد الذي تشكل إلى باريس. هل توافق على استقبال هذا الوفد شخصيا؟". واجاب نيكولا ساركوزي "بالتأكيد".
وبعد هذا الرد الايجابي على معارضة ليبية لم يكن احد يعرفها حينذاك، يكتب هنري ليفي "ما كنت اؤمن بالمعجزات وما يحدث هنا هو معجزة".
واستقبل الوفد في العاشر من مارس في الاليزيه. وكانت فرنسا اول دولة اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي.
وبعد ذلك جرت المشاورات في مجلس الامن الدولي وبدأت في 19 مارس العملية العسكرية الجوية التي كانت فرنسية بريطانية اميركية قبل أن يتولى حلف شمال الاطلسي قيادتها.
وفي كتابه ايضا، اكد هنري ليفي أن فرنسا قدمت مساعدة عسكرية كبيرة على الارض لقوات المجلس الانتقالي.
ويقول انه نقل منذ التاسع والعشرين من مارس إلى ساركوزي حوارا اجراه مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي محمود جبريل، مؤكدا أن "الاسلحة الفرنسية تصل وكذلك المدربين. لدينا انطباع بأن الامور تحقق تقدما".
ويرد الرئيس "هذا صحيح … لم نكن متأكدين من انهم يملكون وسائل لثروتهم واضطررنا لوقفهم. لا اسلحة كافية ولا تأهيلا كذلك".
واتخذت المساعدة الفرنسية منحى جديدا بالزيارة التي قام بها إلى باريس في 13 نيسان/ابريل عبد الفتاح يونس القائد العسكري للثوار ووزير الداخلية في عهد معمر القذافي. وقد تم اغتياله في 28 يوليو في بنغازي في ظروف لم تتضح.
ومنتصف ليل الثالث عشر من أبريل رافق برنار هنري ليفي سرا عبد الفتاح يونس وقادة عسكريين ليبيين آخرين التقاهم في ليبيا خلال زيارة، للقاء ساركوزي في قصر الاليزيه.
ويذكر الرئيس الفرنسي بأن المساعدة الفرنسية تم تسليمها من قبل قطر او عبر قطر وبان المدربين الفرنسيين اصبحوا على الارض.ثم سأل "الى ماذا تحتاجون بالتحديد؟".
وقدم له احد المشاركين لائحة تتضمن من بين ما تتضمنه "مئة آلية رباعية الدفع واجهزة للبث ومئتي جهاز لاسلكي ومئة سيارة بيك آب على الاقل وبين 700 و800 قذيفة +آر بي جي7+ والف رشاش ثقيل واربع قاذفات صواريخ ميلان المتطورة المضادة للدروع.
من جهته، اصر يونس على ضرورة تجهيز ثوار جبل نفوسة جنوب غرب طرابلس. وفي اليوم التالي استقبل في فندق في باريس مسؤول الشركة الفرنسية بانار المتخصصة بالمصفحات وهو يحمل قائمة الشركة وطلبية.
وكتب هنري ليفي أن "المواد اصبحت في المنطقة. انها بضاعة رائعة. وبما أن الشاري لم يدفع ثمنها يمكننا تسليمها بسرعة كبيرة جدا".
واضاف نقلا عن ساركوزي أن مقاتلي جبل نفوسة تسلموا اربعين طنا من المعدات عن طريق الدول العربية الصديقة.
وبعد اسابيع اقتاد الكاتب القادة العسكريين لمصراتة إلى الاليزيه حيث قدموا الطلبات نفسها والوعود نفسها.