20111116
القدس العربی
اثارت تصريحات لحمادي الجبالي الأمين العام لحزب النهضة الاسلامي ومرشحها لرئاسة الوزراء في تونس اشار فيها إلى "خلافة سادسة" جدلا بشأن "ازدواجية" خطاب الاسلاميين خصصت له صحيفة (المغرب) التونسية الثلاثاء صفحتها الاولى وصفحتين داخليتين.
ونشرت الصحيفة على صفحتها الاولى صورة للجبالي معتمرا عمامة ومرتديا رداء اشبه بلباس خلفاء المسلمين وعنونت "الخليفة السادس حمادي الجبالي : الخطأ".
وتحت عنوان (حمادي الجبالي يتحدث عن خلافة سادسة) نشرت الصحيفة نص كلمة القاها أمين عام حزب النهضة الأحد في سوسة مسقط رأسه في الساحل الشرقي التونسي، قال فيها بالخصوص مخاطبا انصار حزبه "يا اخواني انتم الآن امام لحظة تاريخية ، أمام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة ان شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة ان شاء الله، مسؤولية كبيرة امامنا والشعب قدم لنا ثقته، ليس لنحكم لكن لنخدمه".
ويعتبر المسلمون السنة انه كان هناك اربعة خلفاء راشدين في تاريخ الاسلام هم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب ويضاف اليهم الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز.
ومن جانب آخر علق الجبالي على حضور ضيفة فلسطينية الاجتماع الشعبي قائلا "حضور الاخت من فلسطين هذه اشارة ربانية، من هنا ينطلق بعون الله فتح القدس ان شاء الله، من هنا بدات الثورة العربية ومن هنا انتصر الشعب التونسي ومن هنا الفتح بعون الله، تاكدوا اخواني"، بحسب نص كلمته الذي نشرته الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان (حمادي الجبالي: الخطأ) علقت فيه على هذه التصريحات ان خطاب الجبالي "كان تعبويا دينيا مسجديا ذكرنا بخطاب قيادات الحركة الاسلامية في السبعينات" من القرن الماضي.
وتساءلت "هل يمكن لمن يبشر بخلافة سادسة ان يؤتمن على الجمهورية الثانية؟ وان يؤسس فعلا لنظام مدني يسمح بالتداول السلمي على السلطة؟" مضيفة "لم يصوت التونسيون على خلافة راشدة سادسة او سابعة ولا على تحرير القدس بل على مجلس تاسيسي لجمهورية ديمقراطية".
وختمت تعليقها بقولها "لا يشك احد في الخصال الشخصية والسياسية والتنظيمية للسيد حمادي الجبالي (..) لعل هذه الخصال قد تخوله قيادة حركة اسلامية اما رئاسة الحكومة فنعتقد انها تستوجب خصالا اخرى وقد اثبت السيد الجبالي يوم الاحد في الاجتماع الشعبي لحركة النهضة بسوسة بانه لا يتوفر عليها الى حد الآن".
وجاء في مقال آخر بالصحيفة "ان تضارب قياديي النهضة لا يبعث على الطمانينة وهذا ما اكدت عليه بعض الناشطات والحقوقيات التونسيات اللواتي ذهبن الى حد القول إن النهضة ارتدت فستان الديمقراطية اثناء العرس الانتخابي لتخلعه بعد فوزها، معربات عن قلقهن وخوفهن من ازدواجية خطاب النهضة".
ويأتي هذا الجدل في خضم احتدام المشاورات بشان خارطة طريق ومناصب المرحلة الانتقالية الجديدة التي تنطلق الاسبوع القادم في تونس مع اول جلسات المجلس الوطني التاسيسي في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي حين لم يبد أي طرف سياسي رئيسي في تونس اعتراضه على مقترح النهضة تعيين الجبالي رئيسا للوزراء، يتوقع ان يحسم حزبا المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل العمل والحريات الثلاثاء توزيع منصبي رئيس المجلس التاسيسي ورئيس الجمهورية بين زعيميهما منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر، بحسب العديد من المصادر الحزبية.