20111119
رویترز
عقدت جماعة الاخوان المسلمين أول مؤتمر علني لها في الاراضي الليبية بعدما ظلت محظورة لعقود واستخدمت المؤتمر لاظهار نبرة وسطية داعية الى جهود وطنية لاعادة البناء.
وبعد انتهاء الصراع في ليبيا قال الكثير من المراقبين انهم يعتقدون أن الانتخابات المقبلة قد تشهد منافسة بين جماعات الاسلام السياسي وأحزاب علمانية وقد يكون لاسلاميين أكثر تنظيما مثل الاخوان اليد العليا فيها.
وأثنى سليمان عبد القادر المسؤول العام عن جماعة الاخوان المسلمين في ليبيا في تصريحات بعد تسعة أشهر من بدء احتجاجات مناهضة لحكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والتي انتهت بالاطاحة به على الانتفاضة ودعا الفصائل الليبية الى الوحدة.
وقال عبد القادر في المؤتمر الذي عقد يوم الخميس وشارك فيه نحو 700 شخص في صالة أفراح بمدينة بنغازي الليبية في شرق البلاد التي شهدت مهد الانتفاضة ان اعادة بناء ليبيا ليست مسؤولية جماعة واحدة ولا حزب واحد لكنها مسؤولية الجميع كل وفقا لقدرته.
وبدت تصريحاته مؤيدة لفكرة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية يحاول رئيس الوزراء المكلف عبد الرحيم الكيب تشكيلها قبل موعد نهائي هو يوم الثلاثاء.
ولم يتطرق عبد القادر الى ما اذا كانت جماعة الاخوان ترغب في مشاركة أحد أعضائها في الحكومة الانتقالية. ومن المقرر أن تنظم الحكومة الانتقالية انتخابات في يونيو حزيران لاختيار اعضاء مجلس تأسيسي لوضع الدستور الليبي.
وقال لرويترز بعد كلمته انه ربما ينضم بعض أعضاء الجماعة الى الحكومة وفقا لقدراتهم ومؤهلاتهم لكن الاخوان لن يشاركوا كحزب في الفترة الحالية.
وجاء المؤتمر مليئا بالاشارات الثورية وأحيط المسرح بعلم ليبيا الجديد. وألقى ضيوف كلمات. وشارك في المؤتمر ضيوف من حركة النهضة الاسلامية في تونس وجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في سوريا.
وسرت أجواء احتفالية بالجماعة التي تأسست عام 1949 وقال منظمون انها لم تعقد اجتماعا في ليبيا في العلن حتى الان.
وقال عبد الله الداهماني وهو محاضر جامعي يبلغ من العمر 65 عاما "انه شعور جميل.. انها الحرية.. الامر يشبه الحلم بالنسبة لنا."
وكثير من المشاركين في المؤتمر وبينهم الداهماني يحملون شهادات عليا ويتحدثون الانجليزية بطلاقة.
وأجرت رويترز مقابلات مع أعضاء في الجماعة انضموا لها قبل عقود وعاشوا من قبل خارج ليبيا أو أجبروا على ابقاء عضويتهم في الجماعة سرا خوفا من تعرضهم للاعتقال أو التعذيب أو السجن.
وبعد سنوات كثيرة من السرية قال الاخوان انهم حريصون على اظهار أن الجماعة لا تنطوي على شر. وانبثق الاخوان في ليبيا عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر.
وقال عبد المجيد صالح مصباح وهو مهندس يبلغ من العمر 56 عاما من طرابلس وانضم الى الاخوان عام 1979 "ليس هناك شيء سري. لا نخطط لتدمير البلد."
وركز عبد القادر في كلمته على الطبيعة الوسطية للجماعة.
وقال ان الاخوان لا يريدون أن يحل طاغية مكان اخر في ليبيا. وأضاف أنهم يريدون بناء مجتمع مدني يطبق الاسلام الوسطي في حياته اليومية.
وذكر أن مهمة الليبيين الان هي حماية ليبيا والحوار مع بعضهم البعض بدلا من القتال.
وصرح عبد القادر بأنه تمت الدعوة للمؤتمر الذي يستمر لعدة أيام لتعيين زعامة جديدة لان الاخوان تطوروا من جماعة تعيش في المنفى الى جماعة مقرها في ليبيا.
وقال مشاركون في المؤتمر انه بالاضافة الى تعيين زعامة جديدة والاتفاق على ما اذا كان شخص اخر سيخلف عبد القادر في تولي مسؤولية الجماعة سيناقش الاخوان الاتجاه الذي سيسلكونه مع تقدم البلاد نحو الديمقراطية.
وقال عبد القادر لرويترز ان الاخوان مازالوا يناقشون الشكل الذي سيتخذونه في ليبيا الجديدة.
ولم يتطرق عبد القادر الى ما اذا كان الاخوان سيشكلون تحالفا مع اسلاميين اخرين في الانتخابات المقررة العام المقبل.
واكتفى بالقول ان الجماعة ستؤيد من يحقق امال الشعب الليبي.