20111119
الجزیره
يعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحيم الكيب تشكيلة حكومته في غضون ايام في حين تتصارع فصائل الثوار التي قاتلت من اجل الاطاحة بمعمر القذافي للحصول على المناصب العليا في القوات المسلحة الجديدة.
ورغم ان قليلا من الثوار اعلن رغبته في الحصول على منصب وزير الدفاع او رئيس الاركان الا أن استعراضات القوة لقادة الفصائل ورجالهم المقربين علامة واضحة على ان هذه الفصائل تريد التأثير على رئيس الوزراء الجديد.
وفي مضمار لسباقات الخيول قرب ساحل البحر في العاصمة الليبية مر عرض عسكري لمقاتلين امام وفد رفيع جلس في مقدمته عبد الحكيم بلحاج القائد العسكري الاسلامي بالمجلس الوطني الانتقالي في طرابلس.
وقال بلحاج امام جماعة المقاتلين والنساء والاطفال الذين تجمعوا في المكان ملوحين بالاعلام ومحتفلين بتحرير ليبيا ان بناء الجيش الوطني الليبي امر ضروري وكذلك اعادة بناء ليبيا من جديد.
وحلقت مقاتلة فوق ساحة العرض وحط مظليون امام المنصة وسط تصفيق وتهليل.
وقال بلحاج في خطابه انه يتمنى ان يشكل الكيب حكومة قوية مؤكدا على الحاجة الى الثوار السابقين في الحكومة الجديدة.
وعين المجلس الوطني الانتقالي بلحاج قائدا عسكريا مسؤولا في طرابلس وجلس وزير العدل محمد العلاقي الى جواره خلال العرض العسكري.
وعلى الرغم من ان بلحاج سبق ان اعلن انه لا يريد على الفور تولي منصب كوزير للدفاع الا ان الرجل الذي يقول انه يقود 25 الف مقاتل ربما يتطلع لتولي منصب سياسي في المستقبل.
وكان بلحاج قال لرويترز في مقابلة الاسبوع الماضي انه يريد ان يخدم بلاده بكل ما يملك من قوة وقدرة لكن الوقت ما زال مبكرا للحديث بهذا الشأن.
وبينما كان بلحاج يتابع عرضه العسكري عكف رجال موالون لعبد الله ناكر الذي يقود المجلس الثوري في طرابلس وهي جماعة منافسة من المقاتلين على دراسة مسودات بيان صحفي يتضمن رفضا للاعتراف ببلحاج باعتباره الصوت الرئيسي للمقاتلين في ليبيا.
وتجمع رجال وهم يرتدون ملابسهم العسكرية حول طاولة طولها عشرون قدما وهم يتحدثون بحماس عن مطالبهم من حكومة الكيب.
وصاح احد القادة العسكريين وسط النقاش الذي دار في احد الفنادق الفاخرة "يجب ان يحصل المصابون على الرعاية". وقال "منصب رئيس الاركان يجب ان يشغله رجل شهد القتال اثناء الثورة."
ويقول رجال ناكر ان بلحاج لم يشهد المعارك من الخطوط الامامية خلال الحرب لكنه تصدر دائرة الضوء امام الاعلام عندما سقطت طرابلس في ايدي الثوار في اواخر اغسطس اب.
ويزعم ناكر انه يقود نحو 20 الف مقاتل ويرفض قيام بلحاج بدور في الحكومة الجديدة وحذر من امكانية اسقاط مقاتليه للحكومة الجديدة اذا لم تلب مطالبهم بشأن تمثيلهم في الحكومة.
وتأمل القوى الكبرى حل هذه الميلشيات ودمجها في جيش وطني لكن العديد من الجماعات ومن بينها جماعة ناكر تنتهج أسلوب الانتظار والترقب.
ويقول بعض المراقبين ان تهديد ناكر بالاطاحة بالحكومة محض ادعاء لكنه يظهر مدى الجهد الذي يتعين على الكيب -- الاكاديمي الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة -- القيام به لتلبية مطالب الفصائل الليبية التي تطالب بأن يكون لها دور في تقرير كيفية ادارة الجيش.