20111120
المصری الیوم
عاد نشطاء الي ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم السبت بعد محاولات متكررة من الشرطة لفض اعتصام عدد منهم بالميدان أصيب خلالها أكثر من 500 من النشطاء والمجندين.
وقال شاهد عيان ان النشطاء نظفوا الميدان والشوارع المؤدية اليه من الحجارة والزجاجات الفارغة وفوارغ طلقات الخرطوش وفوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع.
واضاف أن النشطاء استأنفوا الاعتصام بتشكيل لجان تأمين لمداخله وسط هتافات تعبر عن الغضب من جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب السياسية لتظاهرها يوم الجمعة في الميدان دون تأييد الدعوة للاعتصام لمطالبة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في أبريل نيسان.
وهتف النشطاء "الشباب هو الشباب لا اخوان ولا أحزاب" و"واحد اتنين تسليم السلطة فين".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة في بيان أذاعه التلفزيون المصري ان 507 أشخاص بينهم مجندون أصيبوا في الاشتباكات التي استمرت ساعات.
وقبل انسحاب الشرطة من الميدان حطم نشطاء سيارات للشرطة على كورنيش النيل قرب التحرير.
وقال شاهد عيان ان النشطاء الذين زاد عددهم على الالف حطموا مركبتين لنقل الجنود وأحدثوا تلفيات في ثلاث سيارات شرطة أخرى.
وأضاف أن الجنود نزلوا من السيارات بعد تعرضها للهجوم وان نشطاء أمسكوا ببعضهم وضربوهم بالايدي.
وتابع أن النشطاء سيطروا على كورنيش النيل بالمنطقة وعلى ميدان عبد المنعم رياض القريب وأن عيادة طبية مؤقتة أقيمت في الميدان لعلاج عشرات من المحتجين اصيبوا بجروح اثناء قيام قوات الامن بالسيطرة على ميدان التحرير.
وكان نحو 2000 ناشط بدأوا مساء الجمعة اعتصاما في الميدان بعد ساعات من انصراف متظاهرين قدر عددهم بعشرات الالوف أغلبهم اسلاميون طالبوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة في أبريل نيسان.
وبعد عودة النشطاء الى الميدان انضم اليهم مئات من السلفيين. وقال محمد جودة من مجموعة "حازمون" التي يتزعمها المرشح المحتمل للرئاسة حازم صلاح أبو اسماعيل "الشيخ اعتذر عن الدرس اليوم وقال لنا اسبقوني لمناصرة اخوانكم في الميدان."
وأبلغ رويترز أن شيوخا سلفيين اخرين رفضوا مناصرة النشطاء.
وقال محمد ابو الفتوح المتحدث باسم الدعوة السلفية بمدينة العبور التي تقع خارج القاهرة "عندما شاهدنا تجاوزات وزارة الداخلية مع المتظاهرين قررنا النزول لمناصرة ثوار الميدان."
وأضاف قائلا "مجموعتي أصبحت جزءا من الموجودين في الميدان وما يقررونه سنفعله."
وكان أبو الفتوح يقود نحو 50 من أتباعه في مسيرة بالميدان تردد هتافات تقول "يسقط يسقط حكم العسكر" و"عسكر عسكر عسكر ليه.. احنا في سجن ولا أيه".
وكان النشطاء هاجموا أبو اسماعيل يوم الجمعة لانهائه مشاركة أتباعه في المظاهرات دون اعتصام مفضلا دعم المرشحين الذين يؤيدهم لانتخابات مجلس الشعب التي ستبدأ جولتها الاولى يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني الحالي.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية احتشد مئات النشطاء أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية مرددين هتافات تقول "أنا مش جبان أنا مش جبان.. أنا لسه واقف في الميدان".
وفي مدينة السويس شرقي القاهرة نظم نشطاء مسيرة الى ديوان عام محافظة السويس رددوا خلالها هتافات مناوئة للمجلس العسكري ورشقوا قوات الجيش المكلفة بتأمين المبنى بالحجارة لكن القوات لم ترد.
وقال منظمو المسيرة انهم دعوا المشاركين فيها للاعتصام في ميدان الاربعين بالمدينة.
وتسببت الاشتباكات في ميدان التحرير وحوله والتي انطوت على احراق أكثر من سيارة شرطة في أغلاق متاجر واضعاف حركة المرور في المنطقة.
وقال طبيب انه عالج نشطاء أصيبوا بطلقات مطاطية.
وكانت الشرطة سيطرت على الميدان في وقت سابق السبت بعد ساعات من اشتباكات كر وفر ردد خلالها النشطاء هتافات مناوئة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيسه المشير محمد حسين طنطاوي.
وفي بيان مقتضب نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط دعا رئيس مجلس الوزراء عصام شرف "المواطنين الموجودين بميدان التحرير الى اخلاء الميدان والمعاونة بفتح المحاور المرورية بالميدان."
لكن لم يظهر ما يشير الي استجابة النشطاء لدعوته اذ يتهمه البعض منهم بأنه ينفذ كل ما يطلبه المجلس العسكري.
وقال مجلس نقابة الصحفيين في بيان ان اعتداءات وقعت على صحفيين من جانب الشرطة خلال قيامهم بتغطية الاحداث وقال انه يستنكر بتشدة هذه الاعتداءات.
ويخشى مراقبون أن يؤدي الاعتصام في التحرير واحتجاجات أخرى وضعف قبضة الشرطة الى تأجيل اجراء الانتخابات البرلمانية في مصر.