20111120
الشرق الاوسط
عاد نشطاء الى ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم السبت بعد محاولات متكررة من الشرطة لفض اعتصام عدد منهم بالميدان وأعلنت وزارة الصحة عن مقتل شخص واصابة 676 من النشطاء والمجندين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة محمد الشربيني قوله ان القتيل يدعى احمد محمود احمد (23 عاما) وأنه توفي بعد اصابته بطلق ناري.
وقال الشربيني للتلفزيون المصري -قبل اعلان وفاة محمود- ان ثلاثة من المصابين في حالة حرجة.
وذكر شهود عيان أن الشرطة استأنفت الهجوم على النشطاء من اثنين من الشوارع المؤدية الي الميدان الذي يعتصم به ألوف النشطاء.
وقال احد الشهود ان النشطاء قبل الهجوم الجديد نظفوا الميدان والشوارع المؤدية اليه من الحجارة والزجاجات الفارغة وفوارغ طلقات الخرطوش وفوارغ قنابل الغاز المسيل للدموع.
واضاف أن النشطاء استأنفوا الاعتصام بتشكيل لجان تأمين لمداخله وسط هتافات تعبر عن الغضب من جماعة الاخوان المسلمين والاحزاب السياسية لتظاهرها يوم الجمعة في الميدان دون تأييد الدعوة للاعتصام لمطالبة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة في أبريل نيسان.
وهتف النشطاء "الشباب هو الشباب لا اخوان ولا أحزاب" و"واحد اتنين تسليم السلطة فين".
وقبل انسحاب الشرطة من الميدان حطم نشطاء سيارات للشرطة على كورنيش النيل قرب التحرير.
وقال شاهد عيان ان النشطاء الذين زاد عددهم على الالف حطموا مركبتين لنقل الجنود وأحدثوا تلفيات في ثلاث سيارات شرطة أخرى.
وأضاف أن الجنود نزلوا من السيارات بعد تعرضها للهجوم وان نشطاء أمسكوا ببعضهم وضربوهم بالايدي.
وتابع أن النشطاء سيطروا على كورنيش النيل بالمنطقة وعلى ميدان عبد المنعم رياض القريب وأن عيادة طبية مؤقتة أقيمت في الميدان لعلاج عشرات من المحتجين اصيبوا بجروح اثناء قيام قوات الامن بالسيطرة على ميدان التحرير.
وكان نحو 2000 ناشط بدأوا ليلة السبت اعتصاما في الميدان بعد ساعات من انصراف متظاهرين قدر عددهم بعشرات الالوف أغلبهم اسلاميون طالبوا المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة في أبريل نيسان.
واستهدفت المظاهرات أيضا الاحتجاج على مباديء فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على صرف ميزانية الجيش.
وبعد عودة النشطاء الى الميدان انضم اليهم مئات من السلفيين. وقال محمد جودة من مجموعة "حازمون" التي يتزعمها المرشح المحتمل للرئاسة حازم صلاح أبو اسماعيل "الشيخ اعتذر عن الدرس اليوم وقال لنا اسبقوني لمناصرة اخوانكم في الميدان."
وأبلغ رويترز أن شيوخا سلفيين اخرين رفضوا مناصرة النشطاء.
وقال محمد ابو الفتوح المتحدث باسم الدعوة السلفية بمدينة العبور التي تقع خارج القاهرة "عندما شاهدنا تجاوزات وزارة الداخلية مع المتظاهرين قررنا النزول لمناصرة ثوار الميدان."
وأضاف قائلا "مجموعتي أصبحت جزءا من الموجودين في الميدان وما يقررونه سنفعله."
وكان أبو الفتوح يقود نحو 50 من أتباعه في مسيرة بالميدان تردد هتافات تقول "يسقط يسقط حكم العسكر" و"عسكر عسكر عسكر ليه.. احنا في سجن ولا أيه".
وكان النشطاء هاجموا أبو اسماعيل يوم الجمعة لانهائه مشاركة أتباعه في المظاهرات دون اعتصام مفضلا دعم المرشحين الذين يؤيدهم لانتخابات مجلس الشعب التي ستبدأ جولتها الاولى يوم 28 نوفمبر تشرين الثاني الحالي.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية احتشد مئات النشطاء أمام مقر القيادة العسكرية الشمالية مرددين هتافات تقول "أنا مش جبان أنا مش جبان.. أنا لسه واقف في الميدان".
وقال شاهد عيان ان مسيرة النشطاء توجهت الى مديرية الامن في المدينة وانهم رددوا هتافات ورفعوا أحذية أمام المبنى الذي أغلقت ابوابه.
وفي مدينة السويس شرقي القاهرة نظم نشطاء مسيرة الى ديوان عام محافظة السويس رددوا خلالها هتافات مناوئة للمجلس العسكري ورشقوا قوات الجيش المكلفة بتأمين المبنى بالحجارة لكن القوات لم ترد.
وقال منظمو المسيرة انهم دعوا المشاركين فيها للاعتصام في ميدان الاربعين بالمدينة.
وتسببت الاشتباكات في ميدان التحرير وحوله والتي انطوت على احراق أكثر من سيارة شرطة في اغلاق متاجر واضعاف حركة المرور في المنطقة.
وقال طبيب انه عالج نشطاء أصيبوا بطلقات مطاطية.
وكانت الشرطة سيطرت على الميدان في وقت سابق من يوم السبت بعد ساعات من اشتباكات كر وفر ردد خلالها النشطاء هتافات مناوئة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيسه المشير محمد حسين طنطاوي.
واستهدفت المظاهرات أيضا الاحتجاج على مباديء فوق دستورية اقترحتها الحكومة تتيح للمجلس العسكري حصانة من رقابة البرلمان على ميزانية الجيش.
وفي بيان مقتضب نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط دعا رئيس مجلس الوزراء عصام شرف "المواطنين الموجودين بميدان التحرير الى اخلاء الميدان والمعاونة بفتح المحاور المرورية بالميدان."
لكن لم يظهر ما يشير الى استجابة النشطاء لدعوته اذ يتهمه البعض منهم بأنه ينفذ كل ما يطلبه المجلس العسكري.
وقال مجلس نقابة الصحفيين في بيان ان اعتداءات وقعت على صحفيين من جانب الشرطة خلال قيامهم بتغطية الاحداث وقال انه يستنكر بتشدة هذه الاعتداءات.
ويخشى مراقبون أن يؤدي الاعتصام في التحرير واحتجاجات أخرى وضعف قبضة الشرطة الى تأجيل اجراء الانتخابات البرلمانية في مصر.