20111123
العالم
ذكر شهود عيان أن تبادلا لاطلاق النار شاركت فيه احدى الميليشيات الليبية المسلحة تسليحا ثقيلا وقع عند مجمع سكني يستخدمه عاملون أجانب بالعاصمة طرابلس في ساعة متأخرة من يوم الاثنين مما يشير الى استمرار المخاطر الأمنية في البلاد بعد انتهاء الصراع.
وقال شاهدا عيان ان مجموعة تتألف من نحو 20 رجلا من مدينة مصراتة الليبية بدأوا في اطلاق نيران أسلحتهم عندما منعوا من دخول مدينة النخيل (بالم سيتي) وهي مجمع سكني يضم مجموعة من الفيلات والشقق الفاخرة ويقع على أطراف ضواحي طرابلس.
وأفاد شاهد بأن حارسين ليبيين أصيبا بجروح عندما اندلع الاشتباك الذي استمر 30 دقيقة عند البوابة الامامية للمجمع.
وهذا الهجوم هو الاحدث ضمن سلسلة من الحوادث التي استخدمت فيها الميليشيات - التي حاربت لاشهر للاطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي وتجوب المدن الليبية حاليا في شاحنات مدرعة - أسلحتها في تحقيق أغراضها.
والهجوم الذي وقع مساء الاثنين هو أول حادث يحاصر فيه أجانب بسبب أعمال عنف ويحتمل أن يزيد من نفور الشركات والحكومات الاجنبية - التي تحتاج ليبيا لمساعدتها لانعاش اقتصادها - من ارسال عامليها الى هناك.
وأشار شاهد عيان الى أن الميليشيا التي تنتمي الى مصراتة كانت تقيم في السابق بالمجمع السكني ولم يسمح لها بالعودة اليه. ويستخدم المجمع السكني العديد من موظفي الامم المتحدة والعاملين في مجال النفط.
وقال الشاهد "كنت في غرفتي عندما سمعت اطلاق نار... كانوا يستخدمون بنادق وأسلحة الية ثقيلة".
ومنع أحد مراسلي رويترز من دخول المجمع لكنه تمكن من رؤية ثقوب أحدثتها طلقات نارية على أقرب منبى لبوابة الدخول وكذا على باب زجاجي لشرفة في الطابق الارضي. وتناثرت الطلقات الفارغة في الخارج.
ولم يتسن على الفور الوصول الى مديري المجمع للحصول على تعليقاتهم بشأن الحادث.
وقال عامل أوروبي رفض ذكر اسمه انه كان داخل المجمع عندما بدأ اطلاق النار. وأضاف "كنت على الهاتف... وتمكنت من سماع الطلقات النارية".
بعد ثلاثة أشهر من الاطاحة بالقذافي لا تزال ليبيا ما بعد الحرب تواجه حالة من غياب النظام وتعاني من كثرة الاسلحة.
وأعلن رئيس الوزراء الليبي المكلف عبد الرحيم الكيب تشكيل حكومته الجديدة اليوم الثلاثاء والتي ستواجه مهمة صعبة تتمثل في فرض سيطرتها على بلد متشرذم وبناء المؤسسات من الصفر ونزع سلاح الميليشيات.
وما زال من الممكن سماع دوي الطلقات الاحتفالية بشكل متقطع عبر طرابلس فيما أمكن سماع اطلاق نار من مضادات للطائرات في المدينة لفترة قصيرة.
وتلعب الميليشيات المسلحة دور قوات الشرطة حيث تقيم نقاط تفتيش على الطرق وتنظم حركة المرور وتلقي القبض على من تعتبرهم مجرمين.
كانت اشتباك عنيف وقع في وقت سابق الشهر الجاري بين جماعات محلية مسلحة أسفر عن مقتل العديد من الاشخاص في ضواحي طرابلس.