20111123
المنار
شكل المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا حكومة جديدة يوم الثلاثاء تضم عدة شخصيات جاء تعيينها مفاجأة الأمر الذي يشير الى أن التشكيل الوزاري يرمي لتهدئة خصومات بين فصائل اقليمية.
وفي وقت سابق قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو ان بالامكان مُحاكمة سيف الاسلام القذافي في ليبيا لا أمام المحكمة في لاهاي وهو ما يعني إمكان الحكم عليه بالاعدام اذا أُدين.
وواجه المجلس الوطني الانتقالي في تشكيل الحكومة مهمة شاقة لمحاولة التوفيق بين المصالح الاقليمية والعقائدية التي يهدد التنافس بينها بالاخلال بالاستقرار الهش في البلاد بعد ثلاثة أشهر من انتهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما.
وقال رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب خلال مؤتمر صحفي أعلن فيه أسماء أعضاء الحكومة ان كل ليبيا ممثلة في التشكيل الوزاري ويصعب القول ان أي منطقة ليست ممثلة.
وتضم الحكومة الجديدة في منصب وزير الدفاع أسامة الجوالي رئيس المجلس العسكري في بلدة الزنتان.
وأسس الجوالي مطالبته بالمنصب على ما يبدو على نجاح قواته في اعتقال سيف الاسلام في مطلع الاسبوع ونقله الى الزنتان.
وعين في منصب وزير الخارجية عاشور بن خيال وهو دبلوماسي غير معروف من درنة في شرق ليبيا. وكان تعيينه غير متوقع حيث تنبأ دبلوماسيون بأن المنصب سيسند الى ابراهيم الدباشي نائب المبعوث الليبي لدى الامم المتحدة الذي حث الدبلوماسيين الليبيين على الانقلاب على القذافي في بداية الثورة على حكمه.
وقال دبلوماسي لرويترز ان قرار استبعاد الدباشي من التشكيل الوزاري كان "مفاجأة" لكنه يرجع فيما يبدو الى الحاجة لارضاء ممثلي درنة وهي معقل كبير للمناهضين للقذافي.
وعين حسن زقلام المسؤول الكبير في شركة النفط الليبية وزيرا للمالية بينما أسند منصب وزير النفط الى عبد الرحمن بن يزة المسؤول السابق بشركة ايني الايطالية للنفط.
وتكافح ليبيا لبناء مؤسسات جديدة على أنقاض حكم القذافي الذي استشرى خلاله الفساد وتركت مؤسسات الدولة تتدهور.
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي الى سيف الاسلام تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. لكن المدعي العام للمحكمة مورينو اوكامبو قال خلال زيارة لطرابلس ان سيف الاسلام يمكن ان يحاكم داخل ليبيا ما دامت المحاكمة ستلتزم بمعايير المحكمة الجنائية الدولية.
وقال للصحفيين لدى وصوله "سيف اعتقل لذلك فانا هنا لضمان التعاون. في مايو طلبنا مذكرة اعتقال لانه لم يكن بمقدور الليبيين اقرار العدالة في ليبيا. أما الان والليبيون مصممون على اقامة العدل وبمقدورهم اقراره فسنساعدهم على القيام بذلك ومن ثم فهذا هو النظام."
وأضاف "المحكمة الجنائية الدولية تتحرك عندما لا يستطيع النظام الوطني التحرك. وقد قرروا ان يفعلوا ذلك ولهذا فنحن هنا لنعرف ونفهم ما يفعلونه وللتعاون."
ووعد المسؤولون الليبيون باجراء محاكمة عادلة لكن القوانين الليبية ما زالت تتضمن عقوبة الاعدام بينما أقصى عقوبة يمكن ان تنزلها المحكمة الدولية بالمتهم هي السجن مدى الحياة.
وقال مورينو اوكامبو "ينص القانون على ان الاولوية للنظام الوطني. اذا أجروا المحاكمة هنا فسنناقش معهم كيفية إطلاع القضاة على المعلومات وبامكانهم القيام بذلك. لكن قضاتنا يجب ان يشاركوا."
واعتقل سيف الاسلام في كمين في عمق الصحراء وهو محتجز الان في بلدة الزنتان بمنطقة الجبل الغربي حيث يتمركز آسروه.
ووصف متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس اعتقال سيف الاسلام بأنه "الفصل الاخير في الدراما الليبية".
وكان سيف الاسلام هو اخر أبناء القذافي الذين لا يعرف مكانهم.
وقال مسؤول في الزنتان لرويترز انه تم بالفعل اتخاذ خطوات لمحاكمة سيف الاسلام القذافي. وأضاف المسؤول أحمد عمار ان محققا ليبيا قابل سيف الاسلام يوم الاثنين لاجراء تحقيق مبدئي.