مصر

20111127
الجزیره
اشتبك محتجون يطالبون المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بتسليم السلطة الى حكم مدني مع الشرطة التي كانت تطلق غازات مسيلة للدموع في وسط القاهرة يوم السبت في تفاقم للاوضاع ألقى بظلاله على الانتخابات البرلمانية التي وصفت بأنها أول انتخابات حرة تجري في البلاد منذ عقود.



وتبدأ يوم الاثنين عملية تصويت تستمر يومين في المرحلة الاولى من انتخابات معقدة تستكمل في يناير كانون الثاني.

وقال محتجون ان أحد المحتجين ويدعى أحمد سيد (21 عاما) لقي حتفه عندما صطدمته سيارة أمن في الاشتباكات. وهذه هي أول حالة وفاة منذ هدنة بين الشرطة ومحتجين يوم الخميس في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير والتي أوقفت أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 41 قتيلا في القاهرة وغيرها من المحافظات.

ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الى تسليم سلس للسلطة الى حكم مدني في دولة فاقمت فيها الفوضى السياسية من المشاكل الاقتصادية.

ووقع أحدث اشتباك قرب مقر مجلس الوزراء المصري في اليوم الثاني من اعتصام محتجين احتجاجا على اختيار المجلس الاعلى للقوات المسلحة لكمال الجنزوري (78 عاما) لرئاسة الوزراء. وكان الجنزوري عمل رئيسا للوزراء من قبل أثناء حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك وكلفه المجلس بتشكيل "حكومة انقاذ وطني".

وقال مصدر بالجيش ان المجلس العسكري الحاكم عقد محادثات منفصلة مع المرشحين المحتملين للرئاسة محمد البرادعي وعمرو موسى. وقال موسى لرويترز في وقت لاحق دون ان يذكر تفاصيل انه اجتمع مع المشير حسين طنطاوي بشأن الازمة الراهنة وبحث معه وسائل حلها.

وقال مكتب البرادعي في بيان انه كان على اتصال بالاحزاب المعنية لتنشيط مطالب الثورة. وقال انه اجتمع مع طنطاوي ورئيس الاركان سامي عنان لبحث هذه المطالب دون ان يتم التوصل الى اتفاق.

وكانت جماعات المحتجين قد أعلنت انها اختارت البرادعي لرئاسة هيئة مدنية تشرف على انتقال مصر الى الديمقراطية بدلا من المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تسلم السلطة من مبارك.

واجتمع الجنزوري الذي صرح لرويترز في وقت سابق انه لم يبدأ بعد تشكيل الحكومة مع عدد من نشطاء ائتلافات شباب الثورة لكن حركة 6 أبريل التي برزت في الانتفاضة ضد مبارك تنصلت من الذين شاركوا قائلة ان المجلس العسكري هو الذي زرعهم.

وقال الجنزوري للصحفيين انه لم يعرض بعد على أي أحد أي حقيبة وزارية. واضاف انه مستعد للجلوس مع كل التيارات السياسية وان الحكومة الجديدة ستضم وجوها جديدة وان الشباب سيكون جزءا منها لانه عصب الامة.

ورفض المحتجون بميدان التحرير الجنزوري الذى تولى من قبل منصب رئيس الوزراء من عام 1996 الى عام 1999 واصفين اياه بأنه وجه اخر من الماضي مشيرين الى أن اختياره يعكس مقاومة المجلس الاعلى للقوات المسلحة للتغيير.

وأظهرت لقطة تلفزيون تم تداولها على موقع يوتيوب في الساعات الاربع والعشرين الماضية الجنزوري وهو يجلس على بعد مقعد واحد من من طنطاوي يوم 25 يناير كانون الثاني في اول ايام الانتفاضة في مصر وهم يستمعون الى كلمة من وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي تجري محاكمته مع مبارك في اتهامات باصدار الامر بقتل المحتجين.

وردد حشد في ميدان التحرير عبارة "يسقط المشير" بالقرب من الخيام التي اقاموها على أجزاء عشبية. وكانوا يشيرون الى طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع في عهد مبارك لمدة 20 عاما.

وقالت وزارة الداخلية ان المحتج قتل بالصدفة وهي رواية أيدها أحمد زيدان البالغ من العمر 18 عاما وهو نشط من المتواجدين في الاعتصام قال انه شاهد الشاب اثناء دهسه.

وقال "لم يكن (الحادث) متعمدا. الشرطة كانت تتقهقر بسرعة لان المحتجين كانوا يلقون حجارة وزجاجات مولوتوف عليهم."

وجاء المحتجون من التحرير لمواجهة عربات الشرطة التي كانت متجهة فيما يبدو الى الميدان.

وهيمنت اضطرابات الاسبوع الماضي على الانتخابات التي تشمل المرحلة الاولى منها القاهرة والاسكندرية ومناطق اخرى.

ومن الاسباب التي ذكرت لطول فترة التصويت ان القضاة الذين يتمتعون باحترام الرأي العام لاستقلالهم سيشرفون على الانتخابات ولا يوجد عدد كاف منهم يغطي اجراء الانتخابات في يوم واحد في انحاء البلاد.

وفيما يعكس القلق الامني قال أحمد الزند رئيس نادي القضاة في مؤتمر صحفي ان النادي أجرى تأمينا خاصا لكل القضاة المشاركين في الانتخابات.

وقال عماد محمد (35 عاما) الذي كان يرتدي قبعة بألوان علم مصر انه ليس لديه ثقة في الانتخابات وانها ستمكن السياسيين في عهد مبارك من العودة. وتساءل "نحن لانعتقد انها في مصلحتنا. أين هي الاحزاب الجديدة.."

.

لكن ياسر نصر الذي يساعد في مستشفى مؤقت قال "لا يمكنهم تأخير الانتخابات. ستربك الاوضاع. وبمجرد ان تجري نأمل في ان تتحسن الامور."



وتريد جماعة الاخوان المسلمون واحزاب اخرى لم تنضم الى الاحتجاجات في التحرير ان تمضي الانتخابات قدما وهم يحرصون على ان يكون لهم وجود قوي في البرلمان.

وقبلوا الجدول الزمني الذي وضعه الجيش لكن المحتجين يطالبون بنهاية فورية للحكم العسكري.

وبدلا من ذلك وعد المجلس العسكري بأن ينتخب رئيس جديد بحلول منتصف 2012 وهو موعد أقرب مما اعلن في السابق.

وبينما يحتشد عشرات الالاف في ميدان التحرير فيما وصف "جمعة الفرصة الاخيرة" تظاهر خمسة الاف شخص على الاقل لتأييد الجيش في ميدان اخر بالقاهرة فيما يبرز الانقسام بين الشباب الذين يطالبون باصلاحات جذرية ومصريين أخرين يتسمون بالحذر يريدون عودة الحياة الى طبيعتها.

وقال الجنزوري ان مهمته ستكون بالغة الصعوبة مضيفا "من يتولى المسؤولية الان فهو تحد كبير لان أي مسؤول حاليا أفضل له أن يجلس في منزله."



وتابع أن أولوياته ستكون اعادة الامن الى الشارع المصري وانعاش الاقتصاد. وسجل الجنيه المصري أدنى مستوياته منذ سبعة أعوام وتراجع الاحتياطي الاجنبي بمقدار الثلث منذ ديسمبر كانون الاول عام 2010 .

ودعا المحتجون الى مليونية ثانية غدا الاحد للضغط من أجل تلبية المطالب بتسليم السلطة من المجلس الاعلى الى حكومة انقاذ وطني مدنية.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 9:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 5:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 5:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 9:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 9:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 9:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 4:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 4:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 10:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 10:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 7:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 3:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 8:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 6:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 7:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 10:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 5:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 5:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 4:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 4:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 7:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 9:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 9:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 9:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 10:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 10:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 10:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 9:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 6:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 6:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو