مصر

20111128
القدس العربی
في ظل غياب اليقين من خلو أول انتخابات حرة في مصر منذ عشرات السنين من المخالفات يستعد الاف المصريين بالات التصوير والهواتف المحمولة لمساعدة المراقبين في كشف المزورين والمتلاعبين.



ويخشى النشطاء دعاة الديمقراطية أن يستخدم مرشحون أثرياء واسلاميون لديهم تمويل جيد لحملاتهم الانتخابية الاساليب القديمة للتغلب على منافسيهم وتشمل تملق الناخبين وحشد أنصارهم في صفوف أمام مراكز الاقتراع وتقديم أطعمة وأدوية للتأثير على اراء الناخبين.

وساعدت هذه الاساليب الرئيس السابق حسني مبارك على البقاء في الحكم لمدة 30 عاما في وقت كانت فيه العضوية في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم شرطا للوصول الى المناصب العليا في الدولة وعقد صفقات تجارية ناجحة.

وأصدرت المحكمة الادارية العليا في القاهرة حكما بحل الحزب الوطني بعد الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط كما حل المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي تولى ادارة شؤون البلاد بعد مبارك مجلسي الشعب والشورى مما أدى لاجراء الانتخابات التي ستبدأ يوم الاثنين لكن الاساليب القديمة تبدو باقية كما أن الكثيرين من أعضاء الحزب المحلول ظهروا على السطح من جديد ويخوضون الانتخابات مستقلين أو ضمن مرشحي أحزاب تأسست حديثا وأحزاب قائمة من قبل.

ووعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة بانتخابات حرة لكن الاضطرابات الاجتماعية والعنف المتكرر منذ اسقاط مبارك وكذلك صعوبة التنبؤ بنتيجة للانتخابات أثارت احتمال وقوع اشتباكات وحدوث ترهيب أمام مراكز الاقتراع.

وقالت ليليان وجدي وهي ناشطة سياسية يتابعها أكثر من 23 ألف قاريء على تويتر "سأنزل ومعي الكاميرا الخاصة بي. سأتكلم مع الناس وسأعمل تقارير يومية."



وأضافت أنها ستقوم بنشر الدلائل على المخالفات وستتواصل مع منظمات المجتمع المدني لضمان أن يعرف الناس ما يحدث.

وتابعت أن هذا العمل هو مهمة الجميع بعد أن صارت السلطة في أيدي الناس وبعد أن صار متعينا الحفاظ على هذا الوضع الجديد.

وسوف تساعد هذه الجهود التطوعية للنشطاء عشرة الاف قاض على الاقل و 120 منظمة مجتمع مدني في الاشراف على الانتخابات.

وتقول منظمات تراقب حقوق الانسان ان اللجنة القضائية العليا للانتخابات بصدد اصدار 25 ألف تصريح مراقبة في وقت متأخر من يوم الاحد لكن هذا العدد يزيد بكثير على التصاريح التي أصدرت في انتخابات مجلس الشعب التي أجريت عام 2010. وتقول المنظمات الحقوقية ان 30 ألف شخص على الاقل يقولون انهم يريدون أن يشاركوا في الاشراف على الانتخابات. ويستخدم البعض من هؤلاء الاشخاص مواقع على الانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية.

ويحتاج التحدي المتمثل في مراقبة 18 ألف مركز اقتراع وعشرات الاحزاب وأكثر من ستة الاف مرشح يريدون الحصول على أصوات 50 مليون ناخب الى تخطيط دقيق وفي وقت سابق على التصويت.

وعشية الاقتراع تسود حالة من الغموض. وواصلت بعض الاحزاب حملاتها الانتخابية في الوقت الذي تدعو فيه لمقاطعة الانتخابات باعتبار أنها غير مجدية في وجود احتجاج واسع في ميدان التحرير يطالب بتنحي المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

وأصدر المجلس قرارا هذا الاسبوع يسمح باجراء الاقتراع على يومين في كل جولة من الجولات الثلاث المحددة لانتخابات مجلس الشعب. واستمر اصدار تصاريح المراقبة يوم الاحد.

وقالت ليز كامبل مديرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المعهد الديمقراطي الوطني ومقره واشنطن الذي يشارك في مراقبة الانتخابات "هناك قدر مذهل من الغموض. لا بد أن تكون لديك الارادة كي تكف عن التشاؤم والسخرية وتكتفي بالانخراط فيها."



ويقول دعاة الديمقراطية الذين دربوا أكثر من ألف مراقب اضافيين مقارنة بالعام الماضي انهم ما زالوا يعتقدون أن مصر بامكانها اجراء انتخابات نزيهة اذا سادت اليقظة.

وقال الناشط كمال سدرة ان شركته التي تروج لاستخدام الوسائل التكنولوجية لتمكين المواطنين من المراقبة تلقت 200 شريط فيديو و400 صورة لمخالفات مزعومة في انتخابات عام 2010. ويتوقع الحصول على المزيد من شرائط الفيديو والصور من انتخابات هذا العام.

وتقدم منظمته ومنظمات أخرى تدريبا للمواطنين على كيفية استخدام الهواتف المحمولة في التقاط الصور دون أن ينتبه لهم أحد حتى لا يتعرضوا لاعتداءات.

وقال "أفضل شيء تخرج به من الثورة هو أن الناس يشعرون بأنهم يمكن أن يقوموا بدور ليس مجرد انتخاب قادتهم الجدد. انه كشف الانتهاكات أيضا."



وتتهم بعض الاحزاب جماعة الاخوان المسلمين وهي القوة السياسية الاكثر تنظيما في مصر بشراء الاصوات من خلال تقديم اللحوم والادوية الرخيصة في المناطق الفقيرة تحت ستار الاعمال الخيرية.

ويقولون ان نشطاء حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة ينتهكون حظرا على استعمال الشعارات الدينية في الانتخابات ويقولون للناخبين ان انتخاب مرشحي الحزب واجب ديني.

وقالت الناشطة الحقوقية البارزة منى ذو الفقار ان الامل قائم في أن تكون الثورة جعلت الناس لا يخضعون للضغوط التي تصل لحد استخدام الدين.

وتقول ومعها نشطاء اخرون انهم يتوقعون أن يستخدم الاخوان أسلوبا اخر هو أداء صلاة جماعة خاصة قرب مراكز الاقتراع ودعوة الناخبين للاحتشاد في طوابير طويلة طوال اليوم لمنع الناخبين الاخرين من الوصول الى صناديق الاقتراع.

ونفى صبحي صالح وهو مرشح بارز للجماعة في مدينة الاسكندرية الساحلية هذه الاتهامات.

وقال ان جماعة الاخوان منظمة ومدربة وسيكون أداؤها هادئا واحترافيا. وأضاف انه يأمل أن تحصد الجماعة في حدود 40 في المئة من مقاعد مجلس الشعب.

وفي وجود ألوف المصريين الذين سيجمعون على الارجح أدلة على مدى شهر من الانتخابات التي تشهد تنافسا حاميا يحذر المراقبون من سيل من التقارير التي يمكن أن تشوه الانتخابات بشكل لا يمكن اصلاحه.

وقالت كامبل "لن تحصل على تقارير تفيد بوجود مراكز اقتراع هادئة تماما."



ويواجه المجلس الاعلى للقوات المسلحة بعد أكثر من تسعة أشهر في ادارة شؤون البلاد أزمة سياسية كبيرة وهو يشكل حكومة جديدة بدلا من الحكومة التي استقالت الاسبوع الماضي يمكن أن تقنع المواطنين الغاضبين بأن خطته لنقل السلطة للمدنيين ما زالت موضع ثقة.

ومن شأن اجراء الانتخابات في مواعيدها وفي سلام دعم موقف المجلس العسكري. لكن مشاكل كثيرة تعترض العملية الانتخابية كما أن قواعد تأمين صناديق الاقتراع ليلا ما زالت مبهمة.


الخبر السابق - الخبر التالي تحضير للطباعة أرسل هذا الخبر إنشاء ملفpdf من الخبر
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع

أخبار أخرى

  • 2021/12/20 10:46:03 وفد مساعدي أعضاء الكونجرس الأمريكي يشيد باجراءات الإصلاح الاقتصادي في مصر
  • 2021/12/12 6:43:20 وفد من جنوب السودان يصل إلى الخرطوم لبحث تنفيذ اتفاق البرهان وحمدوك
  • 2021/12/7 6:45:24 اليوم.. مصر تحتضن مؤتمرًا دوليًا لمواجهة التغيرات المناخية
  • 2021/12/1 10:56:01 بعد قليل.. فتح الطيران المباشر بين مصر والسعودية
  • 2021/11/30 10:50:04 برلمانية: معرض إيديكس 2021 رسالة ردع لكل من يحاول تهديد أمن مصر
  • 2021/11/30 10:47:31 عضو «السيادة السوداني» يبحث سبل حل قضية شرق السودان
  • 2021/7/18 5:24:27 «تطورات خطيرة».. السودان يكشف انخفاض مياه الأزرق لـ 50% بسبب سد النهضة
  • 2021/7/18 5:14:46 مصر سترصد الفضاء بثاني أكبر تلسكوب في العالم
  • 2021/2/13 11:24:06 إثيوبيا تمارس "الاستيطان الإسرائيلي" وينقصها الشجاعة لإعلان الحرب
  • 2021/2/13 11:20:57 مصر تنتظر توضيح مواقف إدارة بايدن من قضايا الإقليم
  • 2021/1/13 8:18:25 تصفية أشهر وأعرق شركة تأسست في عهد جمال عبد الناصر
  • 2020/12/29 4:53:31 الجيش المصري يستعد في شمال سيناء
  • 2020/12/28 9:06:31 على أعتاب الاكتفاء الذاتي في سلعة استراتيجية
  • 2020/12/27 7:21:04 السيسي: اتفاق سد النهضة يجب أن يكون ملزما ويحفظ حقوق مصر
  • 2020/12/13 8:50:00 يغلق معبر أرقين الحدودي مع مصر
  • 2020/12/12 11:18:08 715 مليون يورو تمويلات فرنسية إلى مصر.. وهذه تفاصيلها
  • 2020/12/6 6:31:09 البعثة الأممية في ليبيا تعلن نتائج التصويت على مقترحات آلية اختيار السلطة التنفيذية الموحدة
  • 2020/12/6 6:20:50 إقالات ودعوة لـ"يوم غضب" إثر مقتل طبيب بسقوط مصعد معطل
  • 2020/11/30 5:28:26 البرلمان الليبي يدعو لعقد جلسة خاصة
  • 2020/11/30 5:26:54 تسجيل 66 وفاة و1271 إصابة جديدة بفيروس كورونا
  • 2020/11/28 8:12:19 السودان تشيع جثمان زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في جنازة مهيبة
  • 2020/11/25 10:58:44 السيسي: لقاح فيروس كورونا سيكون متوفرا في مصر منتصف العام المقبل
  • 2020/11/23 10:05:05 ماذا يعني انسحاب السودان من مفاوضات سد النهضة؟ خبراء يجيبون
  • 2020/11/18 10:11:06 رئيس وزراء السودان يؤكد الاستعداد للتعاون مع بعثة "يونتامس"
  • 2020/11/17 11:29:29 تبادل إطلاق نيران في ظل وضع ملتبس بالصحراء الغربية وتصعيد بين الجيش المغربي والبوليساري
  • 2020/11/17 11:26:22 صراع الحرب الأهلية يشتد.. محاولات وساطة لوأد النزاع في تيغراي
  • 2020/11/17 11:03:11 بريطانيا تسعى لسحب لقب أكبر مستثمر أجنبى فى مصر من الاتحاد الأوروبى
  • 2020/11/14 10:58:35 مباحثات سودانية - أمريكية في الخرطوم
  • 2020/11/11 7:57:26 إثيوبيون بينهم عسكريون يفرون من القتال في تيغراي إلى السودان
  • 2020/11/11 7:55:21 مجلس الأعمال المصرى اليونانى: استثمارات يونانية فى مصر تخطت المليار يورو