20111129
الجزیره
بعيدا عن الفوضى والعنف والتجاوزات اثناء الانتخابات في عهد حسني مبارك اصطف المصريون في طوابير طويلة منظمة يوم الاثنين للادلاء بأصواتهم بينما لا يصدق كثيرون منهم أن بامكانهم الان أن يلعبوا دورا في تشكيل مستقبل بلادهم.
وجاء البعض بأطفالهم الى مراكز الاقتراع. وأمسك اخرون بحقائبهم الصغيرة في طريقهم الى العمل. وحولهم علقت اللافتات التي تدعو لانتخاب أحزاب حظرها حكم مبارك الذي أسقطته انتفاضة ملايين المصريين في فبراير شباط بعد 30 عاما من السيطرة.
ويظن مصريون كثيرون أن العسكريين الذين خلفوا مبارك يريدون البقاء في سدة الحكم من وراء ستار حتى بعد أن يسلموا الادارة اليومية لشؤون الدولة الى المدنيين. ويخشى البعض من أن يعود التزوير الى الظهور. ولكن ليوم الاثنين كان معظم الناس يستمتعون ببساطة بما كان بالنسبة لكثيرين المرة الاولى التي يهتمون فيها بالتصويت.
وتحدثوا معا عن الاختيارات الجديدة المطروحة عليهم وقد سعدوا لاول مرة بانتخابات نتيجتها غير معروفة مسبقا.
وقال اعتماد سامح (48 عاما) وهو سائق تاكسي بينما يقف في انتظار دوره في الاسكندرية ثاني أكبر مدينة في مصر "قبل ذلك كنا نعرف مقدما من سيهيمن. ولذلك كان العزوف سيد الموقف. اليوم لا نعرف ماذا تكون النتيجة."
وبالقرب منهم كانت هناك اللافتات والملصقات المعلقة على الجدران وأعمدة الكهرباء تحث الناخبين على الاقتراع لمرشحي حزب النور السلفي أو حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين أو حزب الوسط وهو حزب اسلامي معتدل.
وكانت هذه الاحزاب محظورة أو ممنوعة من الحصول على ترخيص في عهد مبارك.
وتبين أن المخاوف من أعمال عنف خلال الاقتراع بعد اشتباكات خلال احتجاجات على الحكم العسكري لم تكن قائمة على أساس.
وقال القاضي ضياء محمد الذي يشرف على مركز اقتراع في المدينة "لا يوجد خوف. هذا هو الفرق الاساسي الذي تلاحظيه بشأن هؤلاء الناخبين."
وأضاف "يوجد أشخاص كبار في السن جدا جاءوا لانهم يعتقدون أنهم يشاركون في عملية شفافة."
وعاد القضاة الى الاشراف على الانتخابات بعد منع أغلبهم من ذلك العام الماضي في اخر انتخابات في عهد مبارك والتي اعتبرت على نطاق واسع انها حفلت بالتزوير.
وفي الطوابير أمام مراكز الاقتراع وقف الناخبون المسلمون والمسيحيون والرجال والنساء والمتحجبات والسافرات والفلاحون والعمال والموظفون والتجار والطلاب والعمال.
وقالت منى مبروك (48 عاما) وهي موظفة في شركة في حي المعادي بالقاهرة "سأبقى في الانتظار مهما طال الوقت."
ومن المتوقع أن يحقق حزب الحرية والعدالة مكاسب انتخابية. ووقف مؤيدوه خارج مراكز الاقتراع يرشدون الناخبين.
وفي سنوات مبارك حصل الاخوان على أصوات كثيرة لمحتجين على النظام. ويوم الاثنين تواجه الجماعة منافسة من أحزاب أخرى اسلامية وغير اسلامية ظهرت في الشهور التسعة الماضية.
وقالت هبة صلاح المحجبة انها ستقترع لتمنع الاخوان المسلمين من الهيمنة على الحياة السياسية. وأضافت وهي تقف أمام مركز اقتراع في حي مدينة نصر بشرق القاهرة أن الاخوان يستغلون الدين في السياسة.
وفي عصر مبارك استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق الناخبين الذين جاءوا للاقتراع للاخوان بينما كانت تأتي حافلات تملكها الشركات العامة بالناخبين ليدلوا بأصواتهم للحزب الوطني الديمقراطي.
واختفى الخوف من الحزب الوطني لكن البعض عبر عن مخاوف من العسكريين. وتساءلت ناخبة "ماذا لو زوروا اصواتنا في الليل.. ليتنا جئنا غدا حتى لا تضيع أصواتنا أو تسرق أو تزور ليلا."
وقالت ناخبة أخرى "الجيش وعد بحماية الاصوات. أصواتنا لن تضيع."
وسوف يستكمل الاقتراع يوم الثلاثاء.
وقال القضاة ان الصناديق سوف تغلق بالشمع الاحمر ليلا.