أكد نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان أن التحسن الذي طرأ على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة يجسد الإرادة القوية لإدارة الرئيس باراك أوباما لتغيير علاقات أمريكا الخارجية مع مختلف دول العالم.
واعتبر نافع أن اختيار إسكوت جريشن مبعوثا خاصا للولايات المتحدة في السودان بواسطة أوباما شخصيا يعد تعبيراً واضحاً عن هذا التوجه، مشيراً إلى أن جريشن أبدى جدية في إصلاح وتطوير العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وبنائها على مرتكزات ترمي إلى تحقيق استقرار السودان.
ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن نافع قوله لدى مخاطبته عدداً من ممثلي النخبة المصرية في حفل إفطار أقامه مكتب حزب المؤتمر الوطني بالقاهرة :" إن الحكومة السودانية تتعاون بإخلاص مع جريشن، لكنها تدرك في الوقت نفسه الضغوط التي تمارسها بعض قوى الضغط في واشنطن، وأهمها اللوبي الصهيوني واللوبي المحافظ، واللذان يسعيان إلى تقسيم السودان إلى خمس دويلات".
واعتبر نافع أن الموقف الأمريكي الجديد تجاه قضية دارفور أصبح مؤسسا على يأس كامل من الحركات المسلحة، خاصة فيما يتعلق بنجاحها في زعزعة النظام في السودان، معربا عن تطلع الخرطوم لأن تسهم الولايات المتحدة بجدية في توحيد الفصائل الدارفورية، وهي خطوة بدأت بالفعل بالتعاون مع بعض دول الجوار أو بتجاوز القوى المعطلة للتوحيد ، مشيرا إلى حركتي عبد الواحد محمد نور وخليل إبراهيم.
وفي سياق آخر، أشار نافع إلى أن حكومته بدأت في تنفيذ استراتيجية تهدف إلى تحسين علاقاتها مع دول الجوار، مؤكدا بصفة خاصة على وجود رغبة استراتيجية لدى الخرطوم لتحسين علاقاتها مع تشاد بصرف النظر عن طبيعة النظام الحاكم فيها.
وحول قضايا الداخل السوداني أكد أنه لا بديل عن إجراء الانتخابات في أبريل/نيسان المقبل باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الوفاق الوطني وإنهاء حالة التباين التي تشهدها القوى السياسية، فضلا عن تحقيق تداول السلطة، مشددا على ضرورة إجرائها بأقصى قدر من النزاهة والشفافية.
وقال نافع :" إن حزبه على استعداد للحوار مع مختلف القوى السياسية حول قواعد إجراء لانتخابات، معتبرا أن التشكيك في الانتخابات قبل إجرائها ليس له مبرر، ومنتقدا بشدة الدوائر التي عبرت عن صعوبة إجراء الانتخابات إلا بعد حل قضية دارفور".
واشار إلى أن هذا التصور يجافي الواقع، خاصة بعد أن تم إجراء الإحصاء السكاني في معظم مناطق الإقليم.
وحول وحدة السودان ، أشار نافع إلى أن هذه القضية شائكة واستراتيجية في نفس الوقت، وتحتاج إلى عمل وجهد كبيرين مع الحركة الشعبية، مؤكدا أن انفصال الجنوب يشكل كارثة على الجنوب وعلى الشمال وعلى السودان ككل، وسيكون عنصر تهديد للأمن الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق ، لفت إلى إمكانية أن يتحول الجنوب إلى ساحة للاقتتال والصراع بين الفئات الجنوبية.