20111203
رويترز
قال وزير الخارجية الكيني يوم الجمعة ان السودان تراجع عن فرض مجموعة من الاجراءات العقابية التجارية والسياسية ضد كينيا بعد أن تمكن البلدان من تسوية خلاف بشأن حكم محكمة في نيروبي يأمر باعتقال الرئيس السوداني.
وأمرت المحكمة هذا الاسبوع الحكومة الكينية بتنفيذ مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير اذا تواجد في كينيا.
وقال وزير الخارجية الكيني موسى ويتانجولا للصحفيين ان السودان أعلن سريعا طرد سفير كينيا كما أمر البشير بشكل مبدئي باتخاذ اجراءات انتقامية أخرى من بينها طرد جميع الكينيين الاخرين الموجودين في السودان وقطع التجارة بين البلدين.
وقال ويتانجولا انه ووزير الدفاع الكيني يوسف حاجي التقيا بالبشير في الخرطوم مساء الخميس ونجحا في حل الخلاف.
واضاف ويتانجولا لدى عودته الى نيروبي "اتخذ السودان مجموعة من الاعمال الانتقامية ضد كينيا كان لها أثر سلبي على اقتصادنا وبلادنا... وقد تمكنا من وقفها."
وتابع الوزير ان السودان وافق على التراجع عن قراره بطرد السفير الكيني. وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت العلاقات بين البلدين قد عادت الى طبيعتها قال ويتانجولا "باختصار.. نعم".
ولم يقدم الوزير الكيني تفاصيل بشأن الضمانات التي قدمها لتسوية الخلاف لكنه اشار الى أن كينيا ستلتزم بقرار الاتحاد الافريقي بعدم تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كانت الحكومة ستعتقل البشير اذا زار كينيا قال ويتانجولا "اذا كنت الشخص الذي يتخذ القرار فانني لن أفعل ذلك. سوف أشير على الرئيس بألا يعتقله."
ومضى يقول "موقف كينيا هو موقف الاتحاد الافريقي."
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية البشير بالمسؤولية عن ارتكاب أعمال ابادة جماعية وغيرها من جرائم الحرب في اقليم دارفور.
وبصفتها عضوا بالمحكمة فان كينيا ملتزمة قانونا بالتعاون مع المحكمة وبتنفيذ مذكرات الاعتقال الصادرة عنها. لكن الاتحاد الافريقي طلب من الدول الاعضاء به تجاهل المذكرة بسبب الانطباع بأن المحكمة تستهدف ظلما القادة الافارقة وخوفا من تقويض الاستقرار في اقليم دارفور.
وتعرضت كينيا لانتقادات من جانب المحكمة الجنائية الدولية وحكومات أجنبية لعدم قيامها باعتقال البشير أثناء مشاركته في حفل بمناسبة بدء تنفيذ دستور جديد في كينيا في أغسطس اب العام الماضي.
وتقول نيروبي منذ ذلك الحين انها استأنفت ضد حكم المحكمة الكينية الذي يطالب بتنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية.
وقال ويتانجولا ان كينيا كانت ستخسر ايضا سوقا رئيسية لصادراتها من الشاي والبن وغيرها من المنتجات اذا استمرت الازمة. وأضاف ان السودان اشترى ما قيمته 200 مليون دولار من الشاي الكيني العام الماضي لكن صادراته الى كينيا كانت لا تذكر.
وقال ويتانجولا ان البشير كان قد أمر بعدم السماح لجميع الرحلات المتجهة الى كينيا بعبور المجال الجوي السوداني.
كما أمر بقطع كل العلاقات التجارية بين الخرطوم ونيروبي وبطرد جميع الكينيين في السودان الذي يقدر عددهم بنحو ألف شخص على الفور.