20111112
رويترز
ادلى اكثر من ثمانية ملايين مصري باصواتهم في الجولة الافتتاحية لاول انتخابات حرة لهم منذ 60 عاما فيما قال رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات ان اجمالي المشاركة في الانتخابات بلغ 62 بالمئة وهي اعلى بكثير من الانتخابات المزورة التي كانت تجرى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وبدا ان حزب الاخوان المسلمين ومنافسيهم السلفيين المتشددين سيتصدرون الانتخابات مما افزع العديد في الداخل والخارج. وفاز اسلاميون معتدلون بالانتخابات في تونس والمغرب في الشهرين الماضيين.
ويعد ظهور الاحزاب السلفية الطموحة أحد ابرز اجراءات التغيير في مصر ما بعد مبارك.
ويراقب العالم الانتخابات للحصول على مؤشرات على مستقبل مصر اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان والتي ينظر اليها حتى اليوم على انها حليف وثيق للولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على اتفاقية السلام مع اسرائيل وتكافح التشدد الاسلامي.
وقال عبد المعز ابراهيم رئيس لجنة الانتخابات مازحا ان نسبة المشاركة في الانتخابات كانت الاعلى في اي انتخابات جرت في مصر "منذ عهد الفراعنة". واضاف ان نسبة الاقبال كانت اكبر حتى من حالات التزوير التي وقعت في الماضي في اشارة الى فترة مبارك.
وقال "عدد الناخبين 13 مليونا و614 الفا و625 ناخبا وعدد الذين ادلوا باصواتهم بلغ 8 ملايين و449 الفا و115صوتا". وستدلى الاجزاء الاخرى من البلاد باصواتها في جولتين اخرتين ويجب ان تجرى جولات الاعادة في اطار عملية انتخابية تستغرق ستة اسابيع.
وقال ابراهيم في ثناء على اكثر من 850 شخصا قتلوا في انتفاضة شعبية اطاحت بمبارك في فبراير شباط "روى دم الشهداء شجرة الحرية والعدالة الاجتماعية وحكم القانون. نحن الان نجني اولى ثمارها".
واحتشد محتجون في ميدان التحرير بالقاهرة يوم الجمعة لتأبين 42 شخصا قتلوا في الايام العشرة الاولى التي سبقت الانتخابات في حشود تطالب المجلس العسكري الذي حل محل مبارك بتسليم الحكم للمدنيين.
وقال محمد جاد في ميدان التحرير بالقاهرة الذي كان مركز الانتفاضة التي أطاحت بمبارك في فبراير شباط "بدون التحرير ما كانت ستجرى هذه الانتخابات. ان شاء الله ستنجح الانتخابات وستنتصر الثورة."
لكن كثيرا من الشبان الذين شاركوا في الاحتجاجات تنتابهم الان مخاوف من أن تتعرض الثورة للسرقة اما من جانب الحكام العسكريين أو الاحزاب الاسلامية جيدة التنظيم.
واعلن ابراهيم فوز عدد من المرشحين الفرديين لا يتجاوز اصابع اليد بشكل قاطع في الجولة الاولى فيما تخوض الاغلبية جولات اعادة هذا الاسبوع ولم يعلن ابراهيم أعداد الاصوات التي فازت بها القوائم الحزبية في الانتخابات.
وقال ان اربعة مرشحين منهم اثنان من حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان المسلمين وليبراليان فازوا باكثر من 50 بالمئة من الاصوات ليحققوا فوزا مطلقا من بين المقاعد الفردية التي يجرى التنافس عليها والبالغ عددها 56 مقعدا.
وقال حزب العرية والعدالة ان 39 مرشحا للحزب سيخوضون سباقات جولة الاعادة. ويهيمن الحزب على ائتلاف مع احزاب اخرى اصغر. وسينافس ائتلافهم على 45 مقعدا.
وقال يسري حماد القيادي بحزب النور السلفي ان 26 من مرشحيه سيخوضون جولات اعادة بينهم 24 يتنافسون مباشرة مع مرشحي حزب الحرية والعدالة.
وقال القيادي بحزب النور عماد عبد الغفور لرويترز انهم سيخوضون جولات الاعادة بكل قوتهم وانه لن تكون هناك اي صفقات مع اي شخص. واضاف انهم سيهدفون الى الاداء بشكل افضل مما ادوا بالفعل.
وفي العملية الانتخابية المعقدة في مصر سيتم تقسيم ثلثي المقاعد البالغ عددها 498 بالتناسب بين القوائم الحزبية فيما يذهب الباقي الى مرشحي الفردي.
وقالت جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة لكن كان شبه مسموح بها تحت نظام مبارك ان حزب الحرية والعدالة المنبثق عنها يتوقع ان يفوز بنسبة 43 بالمئة من اصوات القائمة الحزبية في المرحلة الاولى بناء على عقود من العمل الديني والاجتماعي الشعبي للجماعة الاسلامية.
وأفاد موقع الاخوان بأنه يتوقع أن يحصل حزب النور وهو من الاحزاب السلفية المحافظة التي تأسست بعد ثورة يناير على ما يصل الى 30 في المئة من مقاعد البرلمان في نتيجة صادمة لبعض المصريين وخاصة الاقلية المسيحية التي تخشى ان يحاول الحزب فرض قوانين اسلامية صارمة على المجتمع.
وقال حزب النور نفسه يوم الخميس انه يتوقع أن يفوز بنسبة 20 في المئة من المقاعد.
وكما هو الحال في المملكة العربية السعودية يرغب السلفيون في فرض حظر تقلد النساء والمسيحيين المناصب التنفيذية. وسيحظرون ايضا الكحول والشواطىء المختلطة والادب والفن "غير الاسلامي".
ومن شأن هذه القيود ان تدمر صناعة السياحة الحيوية في مصر التي توظف قرابة واحد من بين كل ثمانية من القوة العاملة.
والاحزاب المصرية الاكثر علمانية والتي تشكل بعضها فقط بعد الاطاحة بمبارك تبدي تخوفا دائما من انها لم يكن لديها الوقت الكافي لاثارة تحد معقول لمنافسيها الاسلاميين ذوي الخبرة والافضل تمويلا.
وقالت الكتلة المصرية التي تضم أحزابا ليبرالية انها في طريقها للفوز بنحو خمس الاصوات في قوائم الاحزاب.
واعترف ابراهيم رئيس لجنة الانتخابات بحدوث العديد من الانتهاكات في التصويت يومي الاثنين والثلاثاء وبشكل ملحوظ الحملات الانتخابية خارج مراكز الاقتراع والطوابير الطويلة والفشل في ختم بعض الصناديق وتأخر وصول اوراق الاقتراع وقلة عدد القضاة المشرفين. وقال ان هذا لم يؤثر على النتائج.
وقال المجلس الذي وعد بتسليم السلطة للمدنيين بحلول يوليو تموز انه سيحتفظ بسلطات تكليف واقالة الحكومة بعد تشكيل البرلمان.
وحثت الولايات المتحدة التي لا تزال تقدم لمصر حوالي 1.3 مليار دولار امريكي سنويا معظمها مساعدة عسكرية المجلس العسكري الحاكم على التنحي سريعا وتسليم السلطة للمدنيين.
وبدا ان زعيم حزب الحرية والعدالة التابع للاخوان المسلمين يهيء المسرح الى صراع مع الجيش الاسبوع الماضي حين قال ان الاغلبية في البرلمان يجب ان تشكل الحكومة لكن الحزب قال في وقت لاحق ان من السابق لاوانه مناقشة القضية.
ويقول حزب الحرية والعدالة ان أولوياته هي القضاء على الفساد وانعاش الاقتصاد والتأسيس لديمقراطية حقيقية في مصر.
وربما تتجنب جماعة الاخوان المسلمين البرجماتية دائما التحالف مع السلفيين في البرلمان وتسعى لشركاء في الائتلاف اكثر اعتدالا لطمأنة المصريين والاجانب تجاه نواياها.
وكان عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة قال قبل الانتخابات ان السلفيين الذين كانوا بعيدين عن السياسة في مصر طوال حكم مبارك سيكونون عبئا على أي تحالف.
ويسعى كمال الجنزوري الذي كلفه المجلس العسكري بتشكيل "حكومة انقاذ وطني" للانتهاء من مهمته قريبا.
ورفض محتجون في التحرير الجنزوري (78 عاما).
وقالت منة الله عبد المجيد (24 عاما) "من غير المقبول أنه بعد الثورة يأتي رجل مسن ويحكم. لا نريد المجلس العسكري بعد الان. يجب أن يعودوا الى ثكناتهم."