20111207
العالم
دعا مراقبون مستقلون يوم الثلاثاء لتحسين الإشراف على الانتخابات البرلمانية في مصر في الوقت الذي شهدت فيه البلاد جولة إعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات والتي شهدت مواجهة بين حزبين اسلاميين متنافسين سعيا الى زيادة المكاسب التي حصلا عليها سابقا.
وفي مفاجأة غير متوقعة يحتل حزب النور السلفي المركز الثاني في المرحلة الاولى بعد حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في أكبر اختبار للرأي العام منذ الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس حسني مبارك في فبراير شباط بعد نحو 30 عاما قضاها في السلطة.
ومن الممكن أن تعطي الانتخابات المقسمة على ثلاث مراحل وتنتهي في يناير كانون الثاني تفويضا شعبيا لتحدي المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ سقوط مبارك والذي أجبره المحتجون بالفعل على تسليم السلطة لمدنيين في منتصف 2012 قبل الموعد الذي كان يعلنه.
لكن صفوف الاسلاميين ليست موحدة وربما لا يتحالفون لتشكيل كتلة أغلبية في البرلمان مما يعطي لليبراليين مجالا للمشاركة في حكومة ما بعد الانتخابات ووضع الدستور في المستقبل.
وتنافس حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة على نحو نصف 52 مقعدا يومي الاثنين والثلاثاء في جولة الاعادة للمرحلة الاولى على المقاعد التي لم يحصل فيها أي مرشح على اكثر من 50 في المئة من الاصوات.
ولم يقبل الناخبون على جولة الاعادة. لكن كما كان الحال سابقا احتشد أنصار الاحزاب امام مراكز الاقتراع وأطلقوا دعاية في الشوارع في انتهاك للوائح الانتخابات.
وقال طارق زغلول وهو مدير تنفيذي في المنظمة المصرية لحقوق الانسان التي تشارك في المراقبة انه حتى الان لم تتخذ خطوة ايجابية للحد من هذه الظاهرة التي كانت منتشرة في المرحلة الاولى وكان من المفترض أن تختفي في جولة الاعادة لكنها ما زالت موجودة امام مراكز الاقتراع.
وأشارت اللجنة القضائية العليا للانتخابات الى الانتهاكات وتعهدت باتخاذ اجراء لكنها قالت ان هذه المخالفات لا تقوض من شرعية الانتخابات وهو نفس رأي مراقبين مستقلين.
لكن اللجنة العليا للانتخابات أثارت الاندهاش عندما عدلت نسبة الاقبال من 62 في المئة الى 52 في المئة.
كما صدر حكم قضائي بابطال الانتخابات في الدائرة الاولى بالقاهرة بسبب تلف صناديق الاقتراع أو ضياعها.
وحثت منظمة مراقبين بلا حدود وهي جهة رقابية أخرى مستقلة اللجنة على "معالجة الاخطاء الادارية والتنظيمية سريعا في العملية الانتخابية في اليوم الثاني من جولة الاعادة واتخاذ خطوات عاجلة لتوفير المناخ الملائم لعملية الفرز."
وقالت اللجنة العليا للانتخابات انها تريد فرز الاصوات داخل مراكز الاقتراع ذاتها وليس في لجنة مركزية لتجنب حدوث أخطاء في الفرز. ومن الممكن اعلان النتائج في وقت متأخر من يوم الثلاثاء.
وتدور واحدة من أعنف معارك جولة الاعادة في الاسكندرية وهي معقل للاسلاميين.
وقال محمد حسين (20 عاما) بينما كان يوزع دعاية لحزب الحرية والعدالة أمام مركز للاقتراع أمس في الاسكندرية "كانت هناك محاولات للوحدة لكن من الصعب التعامل مع السلفيين."
وأضاف "ربما نتفق في بعض المسائل لكننا مختلفون في الرؤية والاستراتيجية... يسهل علي التفاهم مع ليبرالي أو اشتراكي أكثر من سلفي."