كشف مسؤولون صوماليون أن هناك مفاوضات حثيثة تجري بين الحكومة الانتقالية ومعارضيها من الحزب الإسلامي وحركة الشباب المجاهدين، معبرين عن أملهم في قرب التوصل إلى اتفاق مصالحة ينهي الصراع المسلح في البلاد.
وقال وزير الخارجية الصومالي علي أحمد جامع جنجلي في مؤتمر صحفي عقده السبت بالعاصمة مقديشو إن حكومة بلاده تفاوض مسؤولي حركة الشباب والحزب الإسلامي وتسعى للتوصل إلى اتفاق معهم، مؤكدا أنها نجحت سابقا في ضم عناصر من التنظيمين إلى صفوفها.
برنامج المصالحة
ولم يعلن الوزير عدد المنضمين ولا المهام التي ستسندها إليهم الحكومة، التي قال إنها تعتزم إحلال الأمن بالبلاد في المستقبل القريب، مشيرا إلى أنها تحظى بالدعم من المجتمع الدولي.
وأضاف أن الحكومة "ملتزمة ببرنامجها للمصالحة، وبدأت مفاوضات مع حركة الشباب والحزب الإسلامي"، وتابع بقوله "نعمل على المصالحة عن كثب وعلى نطاق واسع، والبلاد ستكون تحت سيطرة الحكومة في القريب العاجل". ومن جانبه أكد المتحدث باسم الرئاسة الصومالية حسن حيلة في تصريحات للجزيرة أن شخصيات صومالية بارزة تقوم بدور الوساطة بين الجانبين، مضيفا أنه من المتوقع أن يعقد لقاء في وقت قريب بين الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد وزعيم الحزب الإسلامي حسن طاهر أويس.
ويأتي هذا الإعلان بعدما أكد مصدر صومالي لمراسل الجزيرة نت في الصومال جبريل يوسف علي وصول قوات نيجيرية وأوغندية في الأيام القليلة الماضية إلى مطار آدم عدي الدولي بمقديشو، وانتقلت إلى معسكرات القوات الأفريقية في العاصمة الصومالية.وقال المصدر –الذي طلب عدم كشف هويته- للجزيرة نت إن القوات النيجيرية يبلغ قوامها 120 وتضم عسكريين وضباطا، مضيفا أن القوات الأفريقية التي تتمركز في المطار أوقفت جميع الرحلات المدنية يومي الأربعاء والجمعة بالتزامن مع وصول القوات النيجيرية والأوغندية.
استعدادات للحرب
وكان الحزب الإسلامي قد أعلن في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي استعداده لخوض معارك عنيفة ضد القوات الأفريقية والإثيوبية في الصومال.
وقال مسؤول الدفاع في الحزب شيخ موسى عبدي عرالي إن الغرب وإثيوبيا ومن سماها "دول الكفر" تدعم "ما يسمى رئيس الصومال" -على حد وصفه- بعدما رضخ لمطالبهم.وأشار إلى أن أصدقاء الرئيس الصومالي اليوم كانوا يقصفونه ويقصفون قواته عندما كان رئيس المحاكم الإسلامية.
وتسود مقديشو أجواء ترقب لما هو قادم، حيث تشهد استعدادات عسكرية من مسلحي الحزب الإسلامي وحركة الشباب تهدف إلى التصدي لأي هجوم محتمل من جانب الحكومة والقوات الأفريقية. وعلمت الجزيرة نت من مصادر في التنظيمين أن عناصرهما تقوم بتدريبات عسكرية في إطار إستراتيجية جديدة للحرب المحتملة ضد الحكومة وحلفائها.