20111208
الجزيرة
خرج آلاف المواطنين في العاصمة الليبية طرابلس للمطالبة بسحب السلاح وإنهاء المظاهر المسلحة في المدينة. وتأتي هذه المظاهرة -التي دعا إليها ائتلاف 17 فبراير- بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين ثوار طرابلس وآخرين من خارجها أسفرت عن وقوع ضحايا.
ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات تطالب بسيادة القانون وإخراج الثوار الذين قدموا من خارج العاصمة واستقروا فيها بعد أن شاركوا في إسقاط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وبعد أن شرع سكان العاصمة منذ الثلاثاء في إغلاق معظم الشوارع الرئيسية، وفرضوا إجراءات مشددة على دخول السيارات التي تحمل الأسلحة، اضطرت الحكومة والمجلس الوطني الانتقالي إلى الاتفاق على منح مهلة أخيرة للثوار القادمين من خارج المدينة لمغادرتها قبل يوم 20 من الشهر الجاري.
وبدأت المظاهرات منذ صباح الأربعاء في معظم شوارع العاصمة التي شهدت حالة من الازدحام وطوابير طويلة من السيارات التي صار تحركها محدودا، بعدما أغلق عدد من الشوارع الرئيسية الكبرى.
وتجمع المتظاهرون في ميدان الشهداء بطرابلس، حيث رددوا الهتافات التي تؤكد ضرورة نزع السلاح وتفعيل دور الجيش الوطني وجهازيْ الشرطة والأمن الوطني، وضرورة إخلاء المدينة من كافة مظاهر التسلح والعودة إلى الحياة الطبيعية.
بداية الدولة
ورفعت الحشود التي شاركت في المظاهرة رايات الاستقلال، ولافتات كتب: عليها نعم لوزارة الدفاع.. نعم لوزارة الداخلية، الثورة انتهت وبدأت الدولة، لا للكتائب المسلحة، ولا للمزايدات كلنا ثوار، طرابلس استقبلتكم بالتكبير فلماذا ترهبون الصغير والكبير، أنهينا معركة السلاح وبدأنا معركة الإصلاح.
ومن جهته، أعلن عبد الرزاق العرادي نائب رئيس اللجنة الأمنية العليا أنه تقرر حل كتائب الثوار والتشكيلات المسلحة، وعدم حمل السلاح إلا بتصاريح صادرة عن وزارتيْ الدفاع والداخلية.
وأشار العرادي إلى أن هذا القرار اتخذ خلال الاجتماع الذي عقد بين رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل ووزير الدفاع أسامة الجويلي ومجلس طرابلس المحلي، مؤكدا أن القرار سينفذ قبل نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.
إنذار أولي
وأبلغ أحد القيادات في المجلس المحلي للعاصمة وكالة يونايتد برس أن الدعوة التي وجهت لسكان طرابلس بمختلف الطرق -ومن بينها رسائل نصية على هواتفهم المحمولة- ستؤكد رفضهم لوجود المسلحين من خارجها.
وقال القيادي -الذي فضل عدم ذكر اسمه- "قمنا أمس بإقفال الطرقات، وهذه رسالة إنذار أولية، واليوم سنخرج في مظاهرات كبرى، وفي حال عدم الاستجابة فإن سكان طرابلس سيعتصمون في مدينتهم إلى حين خروج جميع المسلحين من الثوار".
وجاءت هذه التطورات المتسارعة مع دخول الحكومة في اجتماعات مكثفة لإيجاد مخرج وحل عملي يوقف بعض الإحداث التي جرت خلال الأيام الماضية، والتي راح ضحيتها عدد من الليبيين في العاصمة.
يذكر أن المجلس الانتقالي وحكومته الجديدة قد تمكنا خلال الشهر الماضي من إيقاف خلافات بين مدينتيْ الزاوية وورشفانة بصعوبة بعد أن استخدم الجانبان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
القضاة والمحامون
وفي سياق متصل، احتج عشرات القضاة والمحامين الليبيين في طرابلس الأربعاء على "السلوك الذي يفتقر إلى القانون" من جانب المليشيات القادمة من مناطق مختلفة وما زالت في العاصمة، وطالبوها بمغادرة المدينة والعودة إلى بلداتها.
وقال القضاة والمحامون إنهم قرروا الاحتجاج بعد أن داهمت مليشيا مسلحة مكتب المدعي العام يوم الثلاثاء، وتجمع الحشد -المكون من نحو 250 شخصا يحملون لافتات تندد بانتشار السلاح- خارج محكمة طرابلس قبل أن يتحركوا في مسيرة إلى ميدان الشهداء.