20111208
الجزيرة
مع ظهور النتائج شبه النهائية لجولة الإعادة بالمرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية المصرية، حقق التحالف الديمقراطي الذي يقوده حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تفوقا كبيرا حيث ضمن ما يقرب من 80 مقعدا في هذه المرحلة التي شملت تسع محافظات.
وتشير نتائج اللجان العامة في الدوائر الانتخابية لمحافظات القاهرة والإسكندرية وكفر الشيخ وبورسعيد ودمياط والفيوم والأقصر وأسيوط والبحر الأحمر، إلى أن التحالف نجح في حصد 34 مقعدا على مستوى الفردي من بين 54 مقعدا تنافس عليها في جولة الإعادة، لتضاف إلى مقعدين كان قد فاز بهما في المرحلة الأولى الأسبوع الماضي.
وكان التحالف قد ضمن الفوز بـ40 مقعدا على مستوى القوائم في المحافظات التسع، علما بأن النتيجة الرسمية لمرشحي القوائم التي تشكل ثلثي مقاعد مجلس الشعب مقابل الثلث للنظام الفردي، لن تعلن إلا بعد انتهاء المراحل الثلاث للانتخابات.
ثقة ومسؤولية
واعتبر الأمين العام لحزب الحرية والعدالة د. محمد سعد الكتاتني أن هذه النتائج جاءت نتيجة الثقة التي منحها الشعب المصري لمرشحي الحزب، وقال إنها تلقي مسؤولية كبيرة على الحزب، متعهدا ببذل كل الجهد من أجل رفعة الوطن والنهوض به.
وطالب الكتاتني -في بيان- جميع القوى الوطنية والسياسية بالمنافسة الشريفة والالتزام بالمعايير الأخلاقية في المراحل القادمة من الانتخابات، "لنثبت للعالم أجمع مدى عظمة هذا الشعب" وفق تعبيره.
بدوره فاز مرشحو حزب النور ممثل التيار السلفي بـ5 مقاعد من بين 56 مقعدا فرديا جرى التنافس عليها في المرحلة الأولى، وكانت أبرز نتائجه في كفر الشيخ حيث فاز بمقعدي الدائرة الأولى متفوقا على مرشحي الحرية والعدالة.
وحصل على مقعد واحد كل من الكتلة المصرية وأحزاب الوفد والحرية ومصر القومي والمواطن المصري والعدل ومصر الحرة، بينما كان نصيب المستقلين 8 مقاعد.
وفي الإسكندرية كان المستشار محمود الخضيري، وهو أحد كبار القضاة الذين تصدوا لحكم الرئيس السابق حسني مبارك، في مقدمة الفائزين بعدما حسم منافسة شرسة مع رجل الأعمال طارق طلعت مصطفى أحد أبرز "فلول" الحزب الوطني المنحل.
وشهدت مدينة بورسعيد فوزا كبيرا للمعارض اليساري المخضرم البدري فرغلي على حساب منافسه السلفي، وشهدت كفر الشيخ فوز النائب السابق محمد عبد العليم الذي خاض الانتخابات مستقلا بعدما استقال من حزب الوفد.
غياب المرأة
وكانت المرأة أبرز الخاسرين في المرحلة الأولى للانتخابات المصرية، حيث لم تفز بأي مقعد، كما خسر جورج إسحق أحد مؤسسي حركة كفاية أمام منافسه الإخواني أكرم الشاعر الذي كان أحد أربعة لم يحتاجوا إلى خوض جولة الإعادة، إذ فاز كل منهم بأكثر من نصف أصوات دائرته.
ورغم النتائج الجيدة التي حققها السلفيون في أول تجربة سياسية لهم، فقد فشل أحد أبرز رموزهم -وهو عبد المنعم الشحات في دائرة المنتزه بالإسكندرية- أمام مرشح التحالف الديمقراطي حسني دويدار، كما فشل رمز سلفي آخر هو محمد يسري أمام مرشح شاب هو مصطفى النجار بدائرة مدينة نصر في القاهرة.
وانضم البرلماني الإخواني المخضرم حمدي حسن إلى قائمة أبرز الخاسرين عندما خسر مقعده بدائرة مينا البصل في الإسكندرية أمام مرشح حزب النور، في حين كان لافتا أن التحالف الديمقراطي رغم تفوقه، قد فشل في اقتناص أي من المقاعد الأربعة لدائرتي مصر الجديدة ومدينة نصر اللتين شهدتا تفوقا لمرشحي شباب الثورة.