20111212
الجزيره
قال أحد أكثر الليبراليين تأثيرا في مصر يوم الاحد ان الليبراليين في البلاد الذين سبقهم الاسلاميون بمسافة طويلة في المرحلة الاولى من انتخابات مجلس الشعب يحتاجون الى توحيد صفوفهم وتخفيف لهجة التعبير عن مخاوفهم من الاسلاميين اذا أرادوا النجاح.
وبعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في فبراير شباط برز عمرو حمزاوي كأحد أكثر الشخصيات السياسية شعبية في مصر.
وحمزاوي (44 عاما) الذي تعلم في مصر وأوروبا أستاذ في العلوم السياسية وأسس حزب حرية مصر. وهو مشهور بظهوره الاعلامي وجهوده في مجال التحاور مع المجموعات الشبابية والاسلاميين والليبراليين الاخرين.
وقال انه رفض تقلد مناصب وزارية هذا العام مشددا على أنه أراد أن يدخل السياسة من خلال صندوق الاقتراع. ونجحت مغامرته وصار في المرحلة الاولى واحدا من أربعة مرشحين فازوا بمقاعد لحصولهم على نصف عدد الاصوات الصحيحة زائد صوت التي أدلى بها الناخبون متجنبا بذلك جولة الاعادة التي كانت مصير أكثر من مئة مرشح اخرين للمقاعد الفردية.
وقال حمزاوي في مقابلة ان على الليبراليين أن يعملوا بجد أكثر لتوحيد صفوفهم وأن يحددوا القوائم والمرشحين الفرديين الذين لديهم فرص نجاح أكبر والوقوف وراءهم اذا كانوا يريدون تعظيم النتائج التي حققوها في المرحلة الاولى من الانتخابات التي تجرى وفق نظام معقد.
وقال ان الليبراليين "يحتاجون الى تجنب اعطاء وتأكيد الانطباع بين المصريين أننا باعتبارنا المعسكر المدني نخشى الاسلاميين. من يخافون لا يقنعون في صندوق الانتخاب."
وفي المرحلة الاولى من الانتخابات الشاقة التي ستستمر ستة أسابيع فاز تحالفان يقودهما الاسلاميون بنحو ثلثي الاصوات التي حصلت عليها القوائم الحزبية الامر الذي جعل الليبراليين يأتون ثالثا في الترتيب.
وهذه هي أول انتخابات مصرية منذ أطاحت الانتفاضة بمبارك الذي خلفه في ادارة شؤون البلاد المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي وعد بتسليم السلطة للمدنيين في منتصف العام المقبل.
وبخلاف كثيرين من الليبراليين تحدى حمزاوي السلفيين الذين حصلوا على نسبة مفاجئة من الاصوات في الجولة الاولى. ويريد السلفيون تطبيقا أكثر صرامة للشريعة الاسلامية بالمقارنة بالاخوان المسلمين الذين يقولون انهم يريدون دولة مدنية مرجعيتها اسلامية والذين تصدروا السباق.
وعلى الرغم من أن نتائج المرحلة الاولى تشير الى أن الاسلاميين يمكن أن يشكلوا كتلة أغلبية في المجلس فان هناك انقسامات في صفوف الاسلاميين تعني أن الليبراليين يمكن أن يظلوا لاعبين أساسيين.
وقال حمزاوي "انه معسكر (اسلامي) متنوع جدا وهناك نقاط توتر حقيقي بينهم."
وأضاف "الاخوان المسلمون لهم مصلحة استراتيجية في اعطاء وتأكيد صورة حزب وأن الجماعة معتدلة."
وتابع "السلفيون سوف يتحدونهم."
وحزب حمزاوي جزء من تحالف انتخابي يسمى الثورة مستمرة الذي حصل على أربعة في المئة من الاصوات في الجولة الاولى. ويضم التحالف عددا متنوعا من المجموعات بعضها ليبرالية وبعضها انشق اعضاؤها عن أحزاب اسلامية.
ومن خلال نجاح حمزاوي الساحق يمكن القول ان الاسم المعروف والدعاية يمكن أن يجعلا الليبراليين يتحدون الاسلاميين الذين لهم وجود مسبق في الشارع من خلال العمل الخيري.
وحث حمزاوي زملاءه الليبراليين على الدعاية القوية والاقتراب من المواطنين العاديين قائلا "يمكنك أن تحصي الاصوات التي ستنالها بعدد الايدي التي صافحتها."
وتنبأ حمزاوي بأن الاحتجاجات التي أسقطت مبارك والتي أجبرت المجلس العسكري على تقديم تنازلات سوف تستمر وسط جدال البرلمانيين. وعلل ذلك بأن المصريين لا يزالون تساورهم الشكوك تجاه مؤسسات الدولة الموروثة من عهد مبارك.
وقال "يجب أن نعتاد عليها الى أن تصبح مؤسساتنا حية بالقدر الذي تولد به الثقة بين المواطنين."