20111213
المنار
انتخب المجلس التأسيسي التونسي الاثنين المنصف المرزوقي، المعارض الشرس لزين العابدين بن علي، رئيسا للجمهورية.
وانتخب المرزوقي (66 عاما) زعيم حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) بغالبية 153 صوتا مقابل معارضة ثلاثة اصوات وامتناع اثنين عن التصويت و44 بطاقة بيضاء من اجمالي 202 عضو من اعضاء المجلس البالغ عددهم 217. وستكون مهمته الاولى اختيار رئيس الحكومة المتوقع ان يكون الاسلامي حمادي الجبالي.
وعزف النشيد الوطني في القاعة التي ترددت فيها هتافات انصار المرزوقي تطالب بـ 'الوفاء لشهداء الثورة'.
وشكر المرزوقي الذي درس الطب النواب الذين حضروا، واعرب عن شعوره بالفخره بتحمل مسؤولية ان يكون حامي 'الشعب والدولة والثورة'.
ومن المقرر ان يقلد المرزوقي اليوم الثلاثاء بعد ان يؤدي اليمين في قصر قرطاج الرئاسي.
والمرزوقي يشتهر بعناده وبمواهبه الخطابية لكنه يتعرض للانتقاد بسبب تحالفه مع اسلاميي حزب النهضة الذين سيشكلون الحكومة.
والمرزوقي عرف بدفاعه المستميت عن حقوق الانسان وبمعارضته الشرسة لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي اطلق بشأنه عبارته الشهيرة 'لا يصلح ولن يصلح'.
ويرأس المرزوقي المتحدر من الجنوب التونسي، حزب المؤتمر من اجل الجمهورية (يسار قومي) الذي اسسه في 2001.
وحقق هذا الحزب بفضل سمعة زعيمه وحنكته بشكل خاص، نتيجة لم يتوقعها المحللون، وفاز بـ 29 مقعدا في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليحل ثانيا بعد حزب النهضة الاسلامي (89 مقعدا).
ويشيد الكثيرون بمبدئية المرزوقي وروحه النضالية لكن بعضهم ينتقد اقترابه الصيف الماضي من الاسلاميين، في حين يرى آخرون في ذلك براعة سياسية كبيرة اتاحت له تحقيق نتيجة جيدة اذ لم يسع مثل باقي احزاب اليسار التونسي التي منيت بهزيمة انتخابية الى استعداء الاسلاميين، مركزا على ازالة آثار النظام الفاسد السابق. وقالت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي المعارض، إن المرحلة الحالية التي تمر بها تونس 'لا تؤسس لمنظومة ديمقراطية'.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن الجريبي قولها مساء امس الإثنين في أعقاب انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي منصف المرزوقي رئيسا لتونس خلال المرحلة الإنتقالية، إن 'تصويت المعارضة بورقة بيضاء هو رسالة إلى جميع التونسيين مفادها أن هذه المرحلة ليست بمرحلة التأسيس لمنظومة ديمقراطية'.
وكانت المعارضة قد أعلنت أنها قررت التصويت بالأوراق البيضاء في انتخابات رئيس البلاد، باعتبار أن منصب رئيس الجمهورية 'أُفرغ من محتواه'.
وعلى هذا الأساس، إنتخب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي منصف المرزوقي رئيسا للجمهورية بـ 153 صوتا مقابل 3 أصوات وصوتين متحفظين، بينما قدمت المعارضة أوراقا بيضاء وصلت إلى 44 صوتا إحتجاجا على عدم احترام مبدأ التوازن بين للسلطات.
وقالت الجريبي إن هذه المرحلة التي تمر بها تونس، ليست بمرحلة التأسيس لمنظومة ديمقراطية لأنه 'تم سلب رئيس الجمهورية صلاحياته مقابل استئثار رئيس الحكومة بجميع الصلاحيات'.
واعتبرت أن 'تجريد الرئيس من صلاحياته هو انتهاك لمبدأ رئيسي وأساسي في المنظومة الديمقراطية ألا وهو التوازن بين السلطات'.
وحذرت من أن المرحلة القادمة 'خطيرة وتقتضي وضع مدة زمنية محددة وبشكل قانوني لعمل المجلس الوطني التأسيسي'، وأشارت إلى أن حزبها سيعمل مع منظمات المجتمع المدني من أجل إرجاع المسار الديمقراطي إلى نهجه الصحيح.
ورفضت في المقابل إتهامات حركة النهضة الإسلامية للمعارضة بأنها تخلت عن مطالب الشعب، وقالت في هذا السياق 'إن هذه العبارات هي مماثلة إلى حد كبير للعبارات التي كنا نسمعها في العهد السابق، وان النهضة قد ضاق صدرها بالديمقراطية'.
وكان نورالدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة في المجلس التأسيسي قد اعتبر أن تخلي المعارضة عن المشاركة في عملية الانتخاب 'هو في بعض أوجهه تخل عن المطالب التي أوكلها إياها الشعب التونسي'.
ومن جهته، وصف القيادي في حركة النهضة الإسلامية عامر العريض قرار المعارضة التصويت بأوراق بيضاء في انتخاب رئيس الجمهورية، بأنه 'رسالة سلبية' إلى الرأي العام.