20111215
الجزيرة
أغلق المعتصمون أمام مقر الحكومة المصرية ميدان التحرير الواقع في قلب العاصمة القاهرة وكذلك شارع القصر العيني المجاور أمام حركة المرور، بعدما أصيب العشرات منهم بالتسمم إثر تناولهم وجبات سريعة وزعها عليهم أشخاص مجهولو الهوية.
وقد بدأت النيابة العامة في مصر التحقيق في حالات التسمم بين عشرات المعتصمين أمام مقر الحكومة المصرية، حيث أمر النائب العام بإرسال فريق من النيابة إلى المستشفيات التي يعالجون فيها للاستماع إلى أقوال المصابين، مع التحفظ على بقايا الأطعمة المضبوطة وتحليل عينات منها لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على مادة سامة ومدى وجود شبهة جنائية في الأمر.
وقال شهود عيان إن عدد المصابين ربما تجاوز المائة، في حين قالت مصادر بوزارة الصحة المصرية إن عدد المصابين بلغ 55 تم نقلهم إلى المستشفيات المجاورة، مشيرة إلى أن حالتهم مستقرة وأجريت لهم الإسعافات الأولية، في حين ترابط سيارات الإسعاف في المكان لنقل من يشتبه في إصابته.
وكان هؤلاء المعتصمون قد أخلوا ميدان التحرير وانتقلوا إلى شارع مجلس الشعب المجاور الذي يوجد به مقر البرلمان ومقر الحكومة، حيث منعوا الحكومة الجديدة برئاسة كمال الجنزوري من الدخول رغم مرور أسبوع على حلفها اليمين أمام رئيس المجلس العسكري الحاكم.
والتقى الجنزوري خلال الأيام الماضية مع عدد من الناشطين والمعتصمين لإقناعهم بإنهاء الاعتصام والسماح للحكومة ببدء العمل من مقرها، لكن المعتصمين أصروا على رؤيتهم بأن الجنزوري (77 عاما) الذي سبق له رئاسة الحكومة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ليس الرجل المناسب لرئاسة حكومة بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بمبارك.
كما يصر المعتصمون على تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعبر عن مطالب الثورة، ويكون من أولى مهامها سرعة محاسبة المسؤولين عن مقتل عشرات المتظاهرين قبل أيام في شارع محمد محمود المتفرع من ميدان التحرير، والإسراع بمحاكمة المسؤولين عن مقتل المئات إبان الثورة.
سيارة مجهولة
وحسب أحد المعتصمين، فإن سيارة مجهولة تستقلها إحدى السيدات وزعت وجبات خفيفة على المعتصمين، وهو أمر يتكرر كثيرا رغبة من بعض المؤيدين في تقديم الدعم لموقفهم. ومن المعتقد وفقا لهذا المعتصم أن هذه الوجبات كانت السبب في حدوث التسمم.
ووسط أنباء عن وفاة أحد المصابين بالتسمم، سادت حالة من الغضب بين المعتصمين وأكدوا أنهم مستمرون في موقفهم مهما حدث، في حين عبر عدد من المارة عن غضبهم لإعادة إغلاق الميدان والشارع المجاور أمام حركة المرور.
الجدير بالذكر أن الجنزوري كان قد ذكر أن السلطات يمكنها إنهاء الاعتصام في غضون دقائق، لكنه يفضل أن يتم الأمر بالحوار. كما أدلى وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم يوسف بتصريحات مماثلة تحدث فيها عن خطة لإجلاء المعتصمين، ولكن عبر الحوار لا القوة.