20111219
القدس العربي
بدت مصر امس في بداية 'نفق مظلم' مع استمرار الاشتباكات بين الجيش والمتظاهرين في وسط القاهرة، وسط مشاعر من الصدمة والغضب بعد سقوط عشرة شهداء وانتشار مشاهد ضرب قوات الجيش لاحدى المتظاهرات بعد تعريتها وكذلك احتراق المجمع العلمي التاريخي، واقترابه من الانهيار الكامل.
وادت الاشتباكات الى وقوع عشرات الاصابات امس، بينما فشلت جهود للتوسط بين الجانبين. وقالت وكالة الانباء الحكومية ان عناصر القوات المسلحة المكلفة بتأمين منشآت ومرافق الدولة بمنطقة شارع مجلس الشعب القت القبض على 164 متهما من العناصر المشاركة في أحداث مجلس الوزراء واضرام النيران في عدد من المباني بينهم تسع فتيات وقد تم تحويل جميع المتهمين إلى النيابة العامه لمباشرة التحقيقات
وقد اسندت النيابة العامة إلى المتهمين اتهامات تتعلق بالتعدي على أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية ومقاومة السلطات والتجمهر ورشق قوات الامن بالحجارة والعبوات المشتعلة .
وتعد هذه الاشتباكات الاعنف منذ تلك التي بدأت في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي واستمرت اسبوعا واسفرت عن سقوط 42 قتيلا اغلبهم في القاهرة وذلك قبل ايام على بدء الانتخابات التشريعية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، وهي الاولى منذ سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير.
وكان المتظاهرون، ومعهم عدد كبير من الاطفال الذين تراوحت اعمارهم بين الثامنة والثانية عشرة تقريبا، يتبادلون التراشق بالحجارة مع افراد من الجيش والشرطة يتمركزون خلف حواجز اقاموها في شارع متفرع من ميدان التحرير.
وتم اغلاق الطريق المؤدية الى مقري الحكومة ومجلس الشعب المتجاورين بكتل اسمنتية كبيرة منذ يوم السبت.
ورفع العديد من المتظاهرين صورة كبيرة لمتظاهرة محجبة جردت من ردائها العلوي فظهرت ملابسها الداخلية اثناء قيام جنود بسحلها.
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الاحد وصباح الاثنين هذه الصورة ومقاطع فيديو عديدة لما اسماها الناشطون 'انتهاكات الجيش' ضد المتظاهرين.
وطالب ناشطون بإجراء انتخابات رئاسية في غضون شهرين وتسليم السلطة الى رئيس مدني منتخب، حفاظا على الدولة المصرية التي لم تواجه هكذا تهديد خطير لوجودها حتى في احلك ايام الهزيمة والمحن خلال تاريخها العريق.
وقالت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية إن الجيش المصري استخدم 'قوة وحشية' لتفريق المتظاهرين وسط الاشتباكات الدامية التي أدت إلى تفاقم التوترات في خضم موسم انتخابي جار، مضيفةً أن ضباط الشرطة العسكرية استخدموا الهراوات والذخيرة الحية لتصعيد حملتهم التي خلفت 10 قتلى ومئات المصابين خلال أكثر من 36 ساعة من العنف، حسب الصحيفة.
وتوقعت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية استمرار دوامة العنف بمصر في ظل رفض المجلس العسكري الحاكم الاستجابة لمطالب المتظاهرين المتمثلة في التنازل عن السلطة أو الاعتذار عن أعمال العنف ضد المتظاهرين.
من جهة اخرى قال مسؤولو الانتخابات المصرية الأحد إن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بلغت 67' مع توقعات بإجراء جولات إعادة في معظم الدوائر الانتخابية. وأدلى أكثر من 12 مليون مصري بأصواتهم يومي الأربعاء والخميس في تسع من محافظات مصر الـ 27. وفاقت نسبة المشاركة في المرحلة الثانية النسبة في المرحلة الأولى التي أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر، حيث قالت اللجنة العليا للانتخابات إنها بلغت 60'. ومن المقرر أن تجرى المرحلة الثالثة والأخيرة في المحافظات التسع الباقية في كانون الاول/يناير.
وقال المستشار عبد المعز إبراهيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات إن هناك عددا أقل من التجاوزات مقارنة بالمرحلة الأولى.
وقال إبراهيم لمؤتمر صحافي في القاهرة: 'تراجعت الجوانب السلبية، ما يعني أننا نمضي للأمام'.
يذكر أن هذه هي أول انتخابات تتم على ثلاث مراحل في مصر منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في شباط/فبراير.
ومن المقرر أن تجرى جولة إعادة في معظم الدوائر الأربعاء المقبل حيث لم يحصل سوى عدد قليل للغاية من المرشحين على أكثر من 51' من الأصوات.
وسيختار الناخبون بين المرشحين اللذين يحصلان على العدد الأكبر من الأصوات في الجولة الأولى. وتم تأجيل النتائج الرسمية للقوائم الحزبية حتى نهاية التصويت.
غير أن النتائج الأولية أظهرت أن الأحزاب الإسلامية تتقدم في الفرز بالمرحلة الثانية.