العالم:
اعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير موافقته على قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي الذي اعاد ترسيم حدود منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه . وقال البشير في كلمة القاها في احتفال اقيم بمناسبة صدور قرار المحكمة "رغم ان القرار لم يعطنا كل ما نريد لكننا نرحب به وسنلتزم بتنفيذه لاننا اتفقنا مع الحركة الشعبية على اللجوء الى التحكيم الدولي لحسم خلافاتنا بشأن هذه المنطقة ".
واعرب عن ثقته في ان تسوية قضية ابيي ستسهم في دفع عملية السلام بين الشمال والجنوب وفي ترسيخ دعائم الامن والاستقرار وزيادة معدلات عمليات التنمية واعادة الاعمار . واضاف ان التحكيم الدولى أعطانا بعض الحق ونحن نريد أن نقول ان أبيى بوضعها الحالى هى جزء من ارض السودان وهى تابعة لرئاسة الجمهورية ومن حق أى سودانى دستوريا وقانونيا أن يتواجد داخل أراضى أبيى وأن يتمتع بكل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح البشير ان أى كلام عن أن الاستفتاء هو لابناء الدينكا فقط هو كلام غير مقبول والاستفتاء يقول ان أى سودانى موجود داخل المنطقة المسماة بحدود ابيى له الحق فى ان يشارك فى الاستفتاء سواء أكان من الدينكا أم من المسيرية. وتابع البشير ان من واجب أبناء هذه المنطقة علينا كسودانيين أن نقدم لهم كل شىء من تنمية شاملة وخدمات متكاملة وستكون لكم حصة كبرى من البترول الذى عاد لهم.
واكد الرئيس السوداني ان هدفنا هو أن تعيش المنطقة فى سلام كما كانت تعيش سابقا وأن تعود الاخوة وعلاقات التعايش التى كانت موجودة سابقا بين الدينكا والمسيرية فى هذه المنطقة ونريد أن نقدم نموذجا جديدا للتعايش ونعيد اللحمة وان تكون وحدة المنطقة سببا فى وحدة السودان ككل.
الى ذلك اعلنت الحكومة السودانية عن ارسال فريق من المساحين السودانيين والاجانب يمثلون طرفى نزاع ابيى فى المرحلة القادمة لترسيم الحدود بالمنطقة وفق ما نص عليه قرار هيئة التحكيم الدولية مع الاستعانة بخبراء دوليين اذا ما اقتضى الامر. وقال مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية السودانية فى مؤتمر صحفى عقب صدور قرار محكمة التحكيم فى لاهاى ان المنطقة ما زالت تتبع لرئاسة الجمهورية الى حين انتهاء الفترة الانتقالية بحيث يستفتى اهل المنطقة حول البقاء فى ظل الادارة الحالية او الانضمام للجنوب.
واعتبر ان التغيير الوحيد الذى طرحه قرار التحكيم هو تحويل حدود المنطقة من ادارية موءقتة الى دائمة موءكدا احقية المواطنين من قبيلتى المسيرية والدينكا فى التنقل والتملك والاقامة بغض النظر عن وضعية ابيى سواء كانت تابعة للرئاسة او للجنوب حسب ما ينص عليه اتفاق السلام. وحول رفض قبيلة المسيرية للقرار قال ان الحكومة هى من تمثل الجميع وقد اقرت بأنه ملزم ونهائى ولا حياد عنه ودعا الاطراف للعمل لتكون المنطقة نقطة للتعايش وليست نقطة للنزاع