20111221
القدس العربي
أبدى المجلس العسكري الحاكم في مصر أسفه الشديد لسيدات مصر العظيمات، لما حدث من تجاوزات خلال الأحداث الأخيرة بمظاهرات مجلسي الشعب والوزراء.
ويؤكد احترامه وتقديره الكامل لسيدات مصر وحقهن في التظاهر، والمشاركة الفعالة والإيجابية في الحياة السياسية، على طريق التحول الديمقراطي الذي تشهده مصر، مع الوضع في الاعتبار أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة المسؤولين عن هذه التجاوزات.
وقال المجلس العسكري في بيان رسمي له عبر صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي 'فيسبوك'، إن هذه اللحظات الحرجة في تاريخ مصر تتطلب منا جميعاً التلاحم والتكاتف ونبذ العنف والخلافات بكافة أنواعها، وإتاحة الفرصة لاستكمال العملية الديمقراطية، وإنهاء المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية في توقيتها المحدد، حتى نبدأ في الاستقرار الحقيقي لمصرنا الغالية.
وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه من واقع حرصه الشديد على مصر وعلى أبناء شعبها العظيم مستعد لمناقشة أي مبادرة من القوى السياسية التي تسهم في استقرار وسلامة مصر، مشدداً على أن الأمن القومي هو مسؤولية كل فرد من أبناء مصر العظيمة.
وفي رد فعل سريع، أعربت الآلاف من النساء المتظاهرات في ميدان التحرير عن رفضهن لـ'أسف' المجلس، ورددن هتاف: 'مش قابلين الاعتذار.. هتك العرض مش هزار'.
كانت النساء والفتيات المشاركات في المظاهرات الأخيرة قد تعرضن لانتهاكات واسعة من جانب جنود الجيش شملت تعرضهن للضرب والركل والسحل ونزع الملابس، في مشاهد مؤسفة أثارت استياء واسعاً بين المصريين، وانتقادات دولية.
وطالب المجلس الشعب المصري بـ'استعادة الهدوء لفترة زمنية للكشف عن البلطجة المندسة والمأجورة التي تخرب وتدمر وتسيء للثوار الشرفاء'. كما طالب البيان باستكمال العملية الديمقراطية من خلال إتمام المرحلة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب. وأكد المجلس استعداده لـ'مناقشة أي مبادرة للقوى السياسية تسهم في استقرار الوطن'.
وقد اشتبك محتجون وقوات ترتدي زي رجال مكافحة الشغب في ميدان التحرير بوسط القاهرة في الساعات الأولى من صباح امس الثلاثاء لخامس يوم على التوالي، وقال المحتجون إن عددا من زملائهم أصيبوا وإن واحدا منهم على الأقل قتل.
وأضاف ناشطون أن تعزيزات قوامها ألوف الجنود تدفقت على الميدان وأطلقت الرصاص الحي والرصاص الصوتي وطلقات الخرطوش صوبهم مما دفعهم للفرار إلى ميدان طلعت حرب وميدان عبد المنعم رياض القريبين.
وقال الناشط مصطفى فهمي 'سيارات الإسعاف انسحبت من الميدان والشوارع المؤدية إليه بعد مشاجرة تبدو مفتعلة'. وأضاف 'نقلت اثنين من زملائي بسيارتي إلى مستشفى الهلال (القريب) وبينما أنا هناك وصل أربعة مصابين'.
وفي وقت لاحق قال فهمي إنه يرافق جثة زميل له يقول إنه قتل في الاشتباكات من مستشفى عين شمس التخصصي في شرق القاهرة إلى مشرحة زينهم في جنوب العاصمة. وأضاف أن القتيل اسمه رامي حمدي أبو العلا (26 عاما) ويعمل مصمم جرافيكس.