20111222
الجزيرة
أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء أن بلاده مقبلة على استحقاقات سياسية مهمة تفتح الباب على آفاق تسودها ديمقراطية "متكاملة العناصر"، وتعهد بإجراء انتخابات برلمانية نزيهة بإشراف قضائي العام المقبل.
وقال بوتفليقة -في خطاب له بمناسبة افتتاح السنة القضائية 2011/2012- إن الجزائر مقبلة على استحقاقات سياسية هامة تفتح الباب على آفاق تسودها ديمقراطية متكاملة العناصر تكون هي السبيل إلى إعادة بناء ثقة المواطن في الهيئات النيابية على اختلاف مستوياتها.
ورأى أن الجزائر ما زالت في بداية الطريق بالنسبة للتجربة الديمقراطية، قائلا "أنا لا أقول اجتزنا كل المراحل، ولا مجال للمقارنة بين ما يجري عندنا وما يجري في بريطانيا أو حتى في فرنسا، تلك البلدان التي سبقتنا في التجربة الديمقراطية منذ قرون". وقال "لأنهم يتدربون في هذا الموضوع فلا لوم عليهم ولا على من ينتقدهم، من داخلنا أو من خارجنا، فنحن في بداية الطريق".
وتعهد الرئيس الجزائري بإجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة في ربيع 2012، يخضع لها الجميع من دون استثناء، ويشرف عليها القضاء.
وشدد بوتفليقة على أن المنظومة القضائية ستضطلع بدورها للوصول بهذا المسعى الإصلاحي إلى الغاية المنشودة، فالجميع سيخضع لرقابة القضاء، ويذعن لقراراته في كل ما يتصل بالاستحقاقات الوطنية، أو ممارسة حق من الحقوق السياسية وغيرها.
الرقابة والقضاء
وأشار الرئيس الجزائري إلى أن السلطات الإدارية التي ستشرف على الانتخابات ليست مستثناة من هذه الرقابة ومن الالتزام بتنفيذ ما يصدره القضاء من أحكام.
وقال إن "جميع الحقوق والحريات والسلطات والصلاحيات ستمارس في ظل احترام القانون وتحت رقابة القضاء، وما من شك في أن جدوى الاعتماد على القضاء في رقابة الانتخابات ستثبتها الانتخابات المقبلة، فيكون ذلك تكريسا لدورهم في تجذير الديمقراطية والشفافية والتنافس النزيه بين مختلف القوى السياسية".
ورد بوتفليقة على المتسائلين عن وضع الجزائر الهادئ مقارنة بالثورات التي تجتاح بعض الدول العربية، قائلا "تعالت الأصوات هنا وهناك تتساءل حول الاستثنائية الجزائرية، هل الجزائر من هذا العالم المحيط بها أو هي خارج هذا العالم المحيط بها؟".
ورد بأن الجزائر من هذا العالم تتأثر به وتؤثر فيه، "ولكن ليس على الجزائر أن تعود إلى تجارب قامت بها منذ عقود وسنين"، والشعب الجزائري حريص على استقلاله وسيادته، فهو نال حريته غِلابا وكفاحا وبالتضحيات الجسام، وهذا الاستقلال "ما جئنا للمساومة به، ولا لنا الحق في المساومة به".
وقال بوتفليقة إن هناك تعددية حزبية وأحزابا مؤثرة أكثر من غيرها لأنها متجذرة شعبيا، "ولكن إذا كانت الديمقراطية هي تعدد الأحزاب الصغيرة فلتثبت الأحزاب الصغيرة جدارتها من خلال الانتخابات التي هي المقياس الحقيقي لكل قوة سياسية".