20111225
القدس العربي
شهدت ميادين مصر الجمعة 'حرب مظاهرات' تأييدا للمجلس العسكري، وتنديدا به بسبب الاعتداء على المتظاهرات اثناء المواجهات مع الجيش الاسبوع الماضي. وامتلأ ميدان التحرير بالمتظاهرين احتجاجاً على استمرار الحُكم العسكري لمصر، مع تزايد احتمالات بدء اعتصام مفتوح يتواصل حتى الاحتفال بمرور عام على اندلاع ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني /يناير.
ونظَّمت مجموعة من السيدات والفتيات وقفة احتجاجية بميدان 'طلعت حرب' القريب من ميدان التحرير بمشاركة عدد من شباب وفتيات الأحزاب والتيارات اليسارية، رافضين الاعتداءات التي ارتكبتها عناصر من الجيش والأمن ضد المتظاهرين، خاصة الفتيات بشارع مجلس الوزراء. بينما شهد ميدان العباسية مظاهرة دعم للمجلس العسكري تحت عنوان 'لا للتخريب'.
وردَّد المتظاهرون في ميدان طلعت حرب هتافات 'هي كلمة يا عسكر بنات مصر خط أحمر'، و'ثورة .. عزيمة .. إيمان .. ثورة مصر في كل مكان'، و 'أيوة بنهتف ضد العسكر يسقط يسقط حكم العسكر'، و'قول ما تخافشي المجلس لازم يمشي'.
وحمل المتظاهرون صورة كبيرة للرئيس السابق حسني مبارك محمولاً على أعناق أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وصوراً للفتاة التي تعرضت للانتهاكات على أيدي القوات المسلحة ونزع ملابسها وسط الجميع، وصوراً للشيخ الأزهري عماد عفت والشابين علاء عبد الفتاح طالب كلية الطب ومحمد مصطفى طالب الهندسة الذين قضوا بالرصاص خلال 'أحداث مجلس الوزراء'.
وانضمت إلى المتظاهرين مسيرة من طلاب كليتي طب وهندسة عين شمس، ومسيرة أخرى تضم طلاب الأزهر واتحاد الشباب الاشتراكي وحركة 'إمسك فلول'، وتحركت المسيرات إلى ميدان التحرير لمشاركة نحو مئتي ألف متظاهر فعاليات 'جمعة رد الشرف'.
إلى ذلك أعلن الحزب 'المصري الديمقراطي الاجتماعي' تأسيس لجنة لدعم الثوار والمتظاهرين.
وقال الحزب، في بيان وزِّع بميدان التحرير وتلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، إن اللجنة تختص بتقديم كافة أشكال الدعم القانوني والطبي لكافة أشكال الاحتجاج السلمي ولشباب الثورة بالتنسيق مع كافة الجبهات والمنظمات المعنية.
وفي سياق متصل تظاهر آلاف المواطنين بمدن الإسكندرية والسويس والمنصورة وطنطا والمحلة الكبرى ودمياط (شمال) احتجاجاً على المجلس العسكري وممارساته ضد المعتصمين أمام مجلس الوزراء.
وكان نحو مئتي ألف متظاهر بدأوا تظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة امس بميدان التحرير وسط القاهرة تحت شعار 'جمعة رد الشرف'، مطالبين برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة وإقالة حكومة كمال الجنزوري.
وردَّد المتظاهرون هتاف 'يسقط يسقط حُكم العسكر'، و'قول ما تخافشي المجلس لازم يمشي'.
وحملوا لافتات تطالب برحيل المجلس العسكري، وصوراً لرئيس المجلس المشير حسين طنطاوي ولباقي أعضاء المجلس وعليها علامة خطأ، بالإضافة إلى صور ضباط من الجيش قالوا إنهم مسؤولون عن مقتل 14 شاباً خلال أحداث مجلس الوزراء والاعتداء على نساء وفتيات، من بينهن الدكتورة عزة التي تم تداول صورتها على نطاق واسع وهي تُسحل على الأرض منزوعة الملابس.
وقام خمس مجموعات من الشباب والفتيات بتشكيل لجان شعبية بمداخل الميدان، للتدقيق في هويات الداخلين للتظاهر وتفتيشهم خشية اندساس مجهولين يقومون بتعكير صفو التظاهرة.
ويطالب المتظاهرون، الذين جاء عدد كبير منهم من محافظات عديدة، خاصة من السويس والاسماعيلية والشرقية وسوهاج وأسيوط والمنيا، بترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة وإقالة حكومة الجنزوري وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني لإدارة شؤون البلاد حتى انتخاب رئيس جديد.
كما يُطالب المتظاهرون بتسريع محاكمة قتلة المتظاهرين منذ بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير وما تبعها من أحداث، خاصة 'أحداث ماسبيرو' وأحداث 'شارع محمد محمود'، وأحداث 'مجلس الوزراء'.
وتقاطع جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية التظاهرة، التي بدأت تتحول إلى اعتصام مفتوح بعد أن أُقيمت عشرات الخيام بوسط ميدان التحرير وأطرافه.
وبالمقابل تظاهر نحو عشرين ألف مواطن بحي العباسية شمال القاهرة تأييداً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورددوا هتافات 'الشعب يريد سيادة المشير'، ورفعوا أعلام مصر وصوراً للمشير طنطاوي وأعضاء المجلس، ولافتات كتب عليه '85 مليون نعم للمجلس العسكري'.
وقام المؤيدون للمجلس بنصب خيام لبدء اعتصام مفتوح 'حتى يتم إنهاء اعتصام التحرير' الذي يتهمون المشاركين به بتلقي أموال من جهات أجنبية تحمل أجندات مشبوهة ضد مصر.
ويذكر أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يُدير شؤون البلاد حالياً، أكد في مناسبات عديدة أنه سيسلم السلطة إلى رئيس مدني منتخب بحلول الثلاثين من يونيو/حزيران المقبل.