20111225
المنار
يعتزم الأزهر اطلاق قنوات فضائية لنشر رسالته، وهو المجال الذي تركه لفترة طويلة لجماعات إسلامية كونت الأحزاب المتقدمة حتى الآن على منافسيها في أول انتخابات حرة تجريها البلاد، حسبما ما ذكر ابراهيم نجم مستشار الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية.
كما يعتزم الأزهر تطوير موقعه على الإنترنت وتحسين التعليم الديني، وحشد أئمته ليقدم بديلا عن الرسالة المتزمتة التي يقدمها بعض المنتمين للتيار المتشدد.
وعلاوة على تدريب الأزهر غالبية أئمة مصر وإصدار الفتاوى يوميا، فإنه يستضيف ايضا مناقشات بين زعماء دينيين وسياسيين ومفكرين بارزين، لبحث مستقبل مصر.
وقال محمود عزب مستشار الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر إن الثورة ساعدت الأزهر على الإصلاح.
من جهته اشار ابراهيم نجم مستشار الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الى إن الأزهر لم يجار وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات الحديثة المتغيرة بدرجة كافية. وقال المستشاران إن الأزهر لا ينحاز لجانب على حساب الآخر في المنافسات السياسية التي تشهدها الانتخابات البرلمانية في مصر.
ويسعى الأزهر كي يعوض الوقت الذي فاته في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي استمر ثلاثة عقود اذ حافظ على قربه من السلطات، فيما اتجهت الجماعات الإسلامية المحظورة آنذاك الى وسائل الإعلام الجديدة، وكونت شبكة علاقات على مستوى القاعدة العريضة من الجماهير لتنشر آراءها التي تميل الى التشدد.
وقال نجم ان هناك ثماني قنوات فضائية سلفية تبث إرسالها من دول أخرى في الشرق الأوسط، ويشاهدها المصريون داخل بلادهم في حين ليس لدى الأزهر ما يضاهيها.
ولدى جماعة الإخوان التي وصف نجم أعضاءها بأنهم أناس يمكن التحدث معهم دعاية ممولة جيدا علاوة على برامج مجتمعية.
وقال نجم إن الأزهر بصدد تدشين قناتين إن لم تكن ثلاث قنوات تلفزيونية في أوائل 2012 تتحدث باسم المؤسسة في إطار مشروع لدار الإفتاء. وأوضح أن فضائية «أزهري» الخاصة يمولها رجل أعمال ليبي، وانطلق إرسالها منذ عامين لا علاقة لها بالأزهر. وقال نجم إن دار الإفتاء ستدشن بوابة جديدة على الإنترنت حول أنشطتها، وستجمع 60 الف إمام من شتى أنحاء البلاد من أجل مسعى للالتقاء بالناس.
وقال عزب مستشار شيخ الأزهر لشـؤون حوار الأديان إن الإمام الأكبر تواصل مع الأقباط في كانون الأول الماضي، بعد أن قتل 52 في هجوم شنه إسلاميون متشددون على كنيسة في بغداد. ونقل عن الإمام قوله إن الأزهر لن ينتظر حتى يصل «تنظيم القاعدة» الى القاهرة، مشيرا الى هجوم وقع بعد هجوم بغداد واستهدف كنيسة في الإسكندرية ما أسفر عن سقوط 23 قتيلا. واعتبر أن النظام السابق غذى الصراعات الطائفية ليستمر في الحكم ويقدم نفسه على أنه الحامي الأوحد للمسيحيين.
وقال عزب إن إدارته ستستهدف التطرف الديني من خلال كتاب مدرسي جديد عن العدالة والحرية في المسيحية والإسلام يدرسه التلاميذ من الديانتين. كما ينظم دورات تدريبية جديدة للأئمة لتوجيههم الى القيم الإسلامية الحقيقية، لافتا الى أن الأزهر يحتاج لبعض الوقت لإصلاح الضرر الذي لحق بالمجتمع في ظل النظام السابق.