20120108
رويترز
قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي تسعى المحكمة الجنائية الدولية لاعتقاله بتهمة الابادة الجماعية انه عرض المساعدة في دمج عشرات الميليشيات الليبية في القوات المسلحة لهذا البلد .
وقال البشير الذي اثارت زيارته لليبيا يوم السبت انتقادات واسعة من جماعات حقوق الانسان ان السودان لديه خبرة في دمج المتمردين في جيش وطني.
واضاف انه عرض مساعدة الاشقاء في ليبيا في بناء جيش وطني يضم عناصر الثورة الليبية.
وقال البشير ايضا انه عرض على الحكومة الليبية الجديدة مساعدة القوات السودانية في حماية الحدود الجنوبية الليبية خلال الحرب التي انهت حكم معمر القذافي ولكن هذا العرض رفض.
ويناضل حكام ليبيا الجدد لضم الاف من الثوار السابقين الذي ساعدوا في الاطاحة بالقذافي في قوة للجيش والشرطة او في وظائف مدنية.
وحذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا في الاسبوع الماضي من ان ليبيا تواجه خطر الانزلاق الى حرب أهلية ما لم تتم السيطرة على الميليشيات المتناحرة التي ملات الفراغ الذي خلفه سقوط القذافي.
وتتنافس الميليشيات على النفوذ في ليبيا الجديدة وتعتقد أنها حتى تحصل على نصيبها من السلطة السياسية عليها أن تحتفظ بوجود مسلح في العاصمة.
وقال عبد الجليل الذي زار الخرطوم في نوفمبر تشرين الثاني ان الاسلحة والذخائر السودانية ساهمت في اطاحة الثوار بالقذافي العام الماضي.
وتوترت العلاقات بين الخرطوم وطرابلس خلال حكم القذافي بسبب مساندته للمقاتلين في منطقة دارفور وفي جنوب السودان الذي اعلن استقلاله في يوليو تموز الماضي بموجب اتفاقية السلام المبرمة في عام 2005
ونقلت وكالة السودان للانباء عن البشير قوله في ليبيا ان "ازالة نظام القذافى يعد انجازا بكل المقاييس."
ونقلت عنه قوله ان "ثوار ليبيا قدموا اكبر هدية للشعب السوداني بازالة نظام القذافى."
وأضاف "زيارتنا لليبيا جاءت لتقديم التهنئة لثوار ليبيا على انتصارهم على قوى البغى والعدوان".
وانتقدت جماعات حقوقية زيارة البشير.
وقال ريتشارد ديكر مدير العدالة الدولية بمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بمراقبة حقوق الانسان "الترحيب بالبشير يثير تساؤلات بشان اعلان المجلس الوطني الانتقالي التزامه بحقوق الانسان وحكم القانون.
"بعد انتهاء عقود من الحكم الوحشي في ليبيا من المزعج أن تستضيف طرابلس رئيس دولة هاربا من مذكرة اعتقال لارتكابه انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان."
وقال محمد الكيلاني الذي يرأس مجموعة تضم 50 من منظمات المجتمع المدني الليبية ان البشير غير مرحب به في ليبيا.
واضاف ان هذه المنظمات ترى ان البشير هو قذافي السودان وان لديها تحفظات على هذه الزيارة لانها تعتبر البشير مستبدا يقمع شعبه وسياسته تتعارض مع مبادئها .
ويواجه البشير ضغوطا متزايدة في الداخل بعد ان فقدت بلاده كثيرا من انتاجها النفطي للجنوب.