20120117
العالم
بدأت في الخرطوم جولة الحوار الأولى بين حزب المؤتمر الوطني السوداني والحزب الشيوعي الصيني بهدف مناقشة العديد من القضايا السياسية والإقتصادية المشتركة وسبل تطويرها. فيما يسعى الحزبان الحاكمان الى إعادة هيكلة علاقات الصين مع أنظمة الربيع العربي بالجوار السوداني وتنسيق المواقف المشتركة في المنابر الدولية.
وزار الخرطوم وفد رفيع المستوى من قيادات الحزب الشيوعي الصيني في استهلال جولة الحوار الأولى مع المؤتمر الوطني الحاكم في السودان. وبدأ الحوار من خلال جلسة افتتاحية عنوانها التعاون الإقتصادي؛ بيد أن الربيع العربي والمتغيرات التي تشهدها الساحتين الإقليمية والدولية كانت حاضرة بقوة في مداولات الطرفين.
وبین مسؤول العلاقات الدولية بالحزب الشيوعي الصيني وانغ جياروي في هذه الجلسة أن الوفد: يريد من هذا الحوار رفيع المستوى بین الحزبين الحاكمين في الصين والسودان أن يتبادل وجهات النظر بشأن تجاوز التحديات التي نواجهها بسبب المتغيرات التي طرأت على الأوضاع في المستويين الإقليمي والدولي؛ ونؤكد بأننا نجحنا في تحقیق الأهداف المنشودة من خلال نتائج هذا الحوار.
وتطمع الخرطوم في تجاوز محطة التعاون الإقتصادي مع بكين إلى قضايا العدالة الدولية ومايمكن أن تضطلع به الصين لتحقیق التوازن في منابر المجتمع الدولي لصالح السودان.
هذا وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السوداني نافع علي نافع أن الطرفان تناقشا: حول أوضاع المنظمات الدولية وأكدا على إيمانهما بغياب العدالة في هذه المنظمات؛ واتفق الطرفان في هذا المجال على العمل مع كل القوى الدولية لتحقیق التوازن في التعامل مع المنظمات الدولية من حيث ديموقراطيتها وحيدتها ومراعاتها لمصالحة جميع الأعضاء.
ویرى مراقبون أن العلاقة بين الجانبين آخذة في التطور بشكل إيجابي لصالح الخرطوم في ظل التدخلات الغربية وتنامي الوجود الإسرائيلي في العمق الإفريقي.
هذا و وصف المحلل السياسي السوداني لطيف صباغ أن هذه الزيارة: هي قطعاً مساندة للوضع من الجانب السياسي؛ فالصين تساند الحكومات في العالم الثالث التي تكون لها علاقات اقتصادية قوية معها.
وفيما أشار إلى أن الصين تتمتع بصوت ونبرة هادئة؛ أكد على أن: هناك إمكانية مساندة من دون مصادمات؛ فالمصادمات اليوم بالنسبة للصين كدولة كبرة وعظيمة لاتثمر.
و كانت حصيلة الدعم الصيني للسودان على هامش الحوار المشترك منحة بمأة مليون يوان وتوقيع اتفاقية لتعميق اللتعاون في مجال النفط فضلاً عن إهداءات رمزية لقطاع التعليم.
ويسعى الوفد الصيني كذلك من خلال زيارة الخرطوم وجوبا إلى لعب أدوار أكبر في حث الطرفين للتمسك بالخيار السلمي لحل خلافاتهما العالقة وفي مقدمتها قضية عائدات النفط لتأثيرها المباشر على المصالح الصينية في المنطقة.