20120118
الجزيره
قالت مسؤولة بارزة في الامم المتحدة ان روسيا تفكر في سحب طائراتها الهليكوبتر العسكرية من قوة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في جنوب السودان وذلك بعد أن عبرت عن قلقها من هجمات تعرض لها جنود روس هناك.
وجاء بيان سوزانا مالكورا وكيلة الامين العام للامم المتحدة لادارة الدعم الميداني بعد تصاعد أخير في أعمال العنف القبلي في منطقة نائية بجنوب السودان مما أدى الى نزوح نحو 60 ألف شخص.
وقالت مالكورا في مقابلة مع رويترز "يذهب حدسي الى أن روسيا تفكر في هذا الوقت جديا فيما اذا كانت ستبقى في جنوب السودان أم ستغادره."
ويمكن لانسحاب روسيا التي تقدم خدمات مهمة لبعثة الامم المتحدة في جنوب السودان أن يعقد الامور في أحدث دولة افريقية. وجنوب السودان بلد فقير منتج للنفط يكافح لتأسيس قطاع أمن فعال تحت سيطرة حكومة جوبا.
وقالت مالكورا انه كان لروسيا حتى وقت قريب ثماني طائرات هليكوبتر كانت تستخدمها البعثة الدولية. وأضافت أنه بعد تعرض طائرات هليكوبتر روسية للهجوم من قوات أمن من جنوب السودان في الخريف الماضي قررت روسيا في ديسمبر كانون الاول سحب أربعة منها ويبدو أنها تفكر الان في سحب الاربعة الباقين.
وأقرت بعثة روسيا في الامم المتحدة بأن موسكو قلقة من الوضع الامني السيء في جنوب السودان لكنها قالت انه لا جدوى من التكهن بخططها المستقبلية في قوة حفظ السلام والتي يصل قوامها الى سبعة الاف جندي بينما هناك مفاوضات جارية مع المنظمة الدولية في هذا الصدد.
وفي بيان أرسل لرويترز قالت البعثة ان روسيا "قلقة" من الهجمات التي تعرضت لها طائرات الهليكوبتر والتي يشغلها الجيش الروسي لصالح بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان.
وقالت بعثة روسيا في الامم المتحدة "تدهور مؤخرا توفير الامن لطواقم طائرات الهليكوبتر الروسية.
"تناقش الاطراف قضايا ادارية تتعلق بخطاب مساعدة جديد (وهو العقد المبرم مع الامم المتحدة) ومن غير الملائم التكهن بأي شيء بشأن مشاركة روسيا في بعثة الامم المتحدة في المستقبل."
وأعلن جنوب السودان استقلاله في يوليو تموز بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 مع الخرطوم وأنهى عقودا من الحرب الاهلية لكن البلاد تكافح لانهاء عنف قبلي وتمرد أسفر عن مقتل الالاف العام الماضي.
واندلع القتال في الاونة الاخيرة بين قبيلة لو نوير ومورلي المنافسة لها. وهاجم نحو ستة الاف مسلح من قبيلة لو نوير بلدة بيبور في ولاية جونقلي الواقعة على الحدود مع السودان. ولم يتضح حتى الان عدد القتلى الذين سقطوا.
وبعد أن استمرت عملية لو نوير لعدة أيام قالت الحكومة ان رجالا من قبلية مورلي هاجموا قريتين في مقاطعة أكوبو بولاية جونقلي الشمالية مما أسفر عن مقتل 24 على الاقل.
واعتذرت حكومة جنوب السودان لروسيا عن الهجمات على طائراتها الهليكوبتر العام الماضي وتعهدت باتخاذ خطوات لضمان ألا تتعرض الطائرات الروسية لهجمات جديدة من سودانيين جنوبيين. وتحدث الامين العام للامم المتحدة بان جي مون مع مسؤولين روس كبار أيضا وكذلك فعلت مالكورا.
ولتعويض النقص في طائرات الهليكوبتر في جنوب السودان قالت مالكورا ان بعثة الامم المتحدة هناك ستستخدم طائرات هليكوبتر من بعثتها في جمهورية الكونجو الديمقراطية بشكل مؤقت ومن قوة اثيوبية منفصلة لاشاعة الاستقرار تعمل حاليا في منطقة أبيي التي تقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان.