20120118
رويترز
هون سفير السودان لدى الامم المتحدة دفع الله الحاج علي عثمان يوم الثلاثاء من شأن بواعث قلق عبرت عنها الامم المتحدة والولايات المتحدة بخصوص أزمة انسانية متفاقمة في ولايتين سودانيتين على الحدود مع جنوب السودان قائلا ان الوضع هناك "عادي".
وكان عثمان يرد على رسالة من السفيرة الامريكية سوزان رايس الي مجلس الامن عبرت فيه عن "القلق البالغ بشأن الازمة الانسانية المتفاقمة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق السودانيتين."
وقالت رايس في الرسالة التي حصلت رويترز على نسخة منها ان الخرطوم تمنع منظمات الاغاثة الانسانية التابعة للامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من الوصول الى أجزاء كبيرة من الولايتين المتاخمتين لدولة جنوب السودان الجديدة.
وقال عثمان للصحفيين "الوضع الانساني في الولايتين عادي... حكومة السودان تتعاون مع وكالات الامم المتحدة لنقل مواد الاغاثة الى كل المحتاجين في المناطق التي انتزعت القوات المسلحة السودانية السيطرة عليها من المتمردين."
وكانت منسقة الامم المتحدة للشؤون الانسانية فاليري أموس قالت في وقت سابق هذا الشهر ان المنظمة الدولية تلقت تقارير تبعث على الانزعاج عن تفشي سوء التغذية في جنوب كردفان والنيل الازرق حيث تحارب قوات الجيش السوداني متمردين.
وقالت رايس انه ما لم تسمح الخرطوم "بوصول انساني فوري وجاد الى مناطق الصراع في جنوب كردفان والنيل الازرق... فمن المرجح ان نرى احوال مجاعة في اجزاء من السودان."
واشارت الى توقعات لمحللين في مجال الامن الغذائي يرون ان الوضع في الولايتين السودانيتين سيتدهور بحدة بحلول مارس اذار اذا لم تحدث زيادة في تدفق المساعدات للمنطقة.
ونفى عثمان وجود اي قيود على دخول وكالات الاغاثة الى جنوب كردفان والنيل الازرق. لكنه قال في وقت لاحق ان وكالات المساعدات غير مرحب بها في مناطق تتركز بها جماعات متمردة اتهم جنوب السودان بمساعدتها.
وقال ان هذه المناطق ليست امنة للعاملين في المجال الانساني. واضاف ان حماية هؤلاء العاملين من الخطر الذي يمكن ان يسببه المتمردون هو التزام اخلاقي. واضاف الي ان تجد الحكومة حلا فان من الصعب منح العاملين في المجال الانساني دخولا كاملا الي تلك "الجيوب القليلة".
واضاف ان بعض الدول والعاملين في وكالات الاغاثة يتعاطفون مع المتمردين ويمدونهم بأسلحة وذخيرة.
وقال ان مثل هؤلاء المتعاطفين مع المتمردين ربما يريدون ان تمد الوكالات المتمردين بالغذاء وهو ما قال انه ليس مسؤولية الحكومة السودانية.
واندلع القتال في يونيو حزيران بين الجيش السوداني ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان-فرع الشمال في جنوب كردفان وامتد في سبتمبر ايلول الى ولاية النيل الازرق.
وتقدر الامم المتحدة ان العنف أجبر بالفعل حوالي 417 ألف شخص على الفرار من منازلهم وتوجه أكثر من 80 ألفا منهم الى جنوب السودان. وتقول جماعات حقوقية ولاجئون ان السكان المحليين يتعرضون لغارات جوية وقتال بري بين الحين والاخر.