20120121
العالم
تشهد عدة مدن تونسية إعتصامات وإحتجاجات وإغلاقا للطرق والمحال التجارية. ويطالب المحتجون المسؤولين في البلاد بإيجاد حلول للأوضاع الإقتصادية المتدهورة. يأتي هذا وسط نداءات بتدخل عاجل من قبل الحكومة التي ما زالت ترى في الحوار حلا لكل المشاكل.
كغيرها من عدة مدن تونسية، تعيش مدينة غار الدماء من ولاية "جندوبة" الموجودة في أقصى الشمال التونسي على الحدود الجزائرية منذ عدة أيام إضرابا عاما شل الحركة الإقتصادية وأغلق بعض الطرقات.
أهالي المدينة يطالبون بحقهم في العمل والإستماع الى مطالبهم من قبل المسؤولين الجدد.
وشكى مواطنون تونسيون من أهالي مدينة غار دماء أوضاعهم لمراسل قناة العالم الإخبارية: "نحن أهالي مدينة غار دماء نعاني من فقر كبير جدا وتهميش من الحكومة السابقة، ولحد الآن نحن نعيش التهميش في ظل الحكومة الحالية، ولا نملك موردا للرزق ونسبة البطالة كبيرة جدا".
إعتصامات وإحتجاجات في مناطق عديدة من البلاد التونسية أثرت سلبا على الإستثمار والإقتصاد الذي أصبح يتهدده الإنهيار. الحكومة وبالرغم من نداءات العديدين بالتدخل الأمني العاجل لفض الإعتصامات، فإنها رأت في التريث والحوار مخرجا لهذا الإشكال وعدم الإلتجاء للقوة حتى لا تزداد الأمور تعقيدا.
وقال وزير التنمية والتخطيط التونسي جمال الدين المغربي لقناة العالم الإخبارية: "التوجه العام الموجود لدى الحكومة هو الحوار والتخاطب مع الناس، وتجنب إستخدام قوة الأمن والقوة مع الناس، نحن نريد قطع طريقة حكم كانت متبعة سابقا تستخدم القوة لتمرير القرارات السياسية والإقتصادية، نحن نعتمد على الحوار".
بعض أعضاء المجلس الوطني التأسيسي وخاصة المنتمين الى الترويكا الحاكمة يرون أن هناك بعض الأيادي الخفية وخاصة من أزلام النظام السابق تحرك هذه الإعتصامات حتى لا تنجح الحكومة الجديدة في مهمتها.
وقال الصحبي عتيق رئيس كتلة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي، لقناة العالم الإخبارية: "هناك أطراف واعية أو غير واعية تقوم بهذا الشيء، وهو أمر خطير جدا على البلاد، هؤلاء الناس يتخندقون مع أعداء الثورة، وهم ضد الثورة وضد الإصلاحات وضد الإنتقال الديمقراطي، إذا إستثنينا بعض الإعتصامات التي وراءها إحتجاجات إجتماعية وموضوعية وتلقائية لن هناك الكثير منها وراءها توجيه سياسي من بقايا النظام السابق".
ويرى مراقبون أن تونس تعيش وضعية صعبة، فتشهد إحتجاجات وإعتصامات وغلق للطرقات، والحكومة لم تجد حتى الآن الحلول الجذرية، وترى الحوار هو الحل الأول، حكومة ورثت تركة ثقيلة من النظام السابق من فقر وتهميش لعدة جهات.