توعد معسكر رأس كامبوني أحد أقوى أجنحة الحزب الإسلامي في الصومال بخوض حرب استنزاف طويلة ضد القوات الحكومية والأفريقية في أي مكان تتواجد فيه داخل الأراضي الصومالية، بينما استعادت حركة الشباب المجاهدين الجزء الغربي من بلدوين عاصمة إقليم هيران وسط البلاد.
وقال قائد قوات رأس كامبوني في كيسمايو أبو لقمان يوسف عبدي لمراسل الجزيرة نت في المدينة عبد الرحمن سهل إن "وصول قوات أفريقية جديدة إلى العاصمة مقديشو لن يزيد قواته إلا عزما وتمسكا بمبادئها الإسلامية في مقاتلة أعدائها"، مؤكدا رفضه القاطع لأي أجنبي في الصومال.وقلل أبو لقمان من أهمية تهديد الحكومة بطرد "المجاهدين" من العاصمة مقديشو بعد شهر رمضان، ووصفه بأنه مجرد فرقعة إعلامية، وتوعد بسحق القوات الحكومية ورمي جثثها في شوارع مقديشو وغيرها.
كما توعد قوات حفظ السلام الأفريقية المتواجدة في مقديشو، وقال إن "مجاهدي معسكر رأس كامبون ستتبع أساليب وطرقا جديدة ضد هذه القوات، وسنجبرهم على الانسحاب من الأراضي الصومالية بالقوة".وأشار إلى أن "المجاهدين" انتصروا على قوات الاحتلال الإثيوبي التي كانت أكثر عددا من القوات الأفريقية.
وعلمت الجزيرة نت من مصادر مطلعة أن الحزب الإسلامي أرسل تعزيزات عسكرية إلى المناطق الوسطى في إطار استعداداته لخوض معارك ضد القوات الإثيوبية التي تتوغل بين الحين والآخر في المناطق الوسطى من البلاد، وضد قوات الحكومة الانتقالية ومليشيات أهل السنة والجماعة الموالية لإثيوبيا.
الاستيلاء على بلدوين
تأتي هذه التطورات بينما استعادت حركة الشباب المجاهدين الأحياء الغربية من بلدة بلدوين عاصمة إقليم هيران من أيدي القوات الحكومية.وقال شهود عيان إن جنديا من قوات الحكومة الصومالية قتل وجرح آخر في اشتباكات محدودة دارت بين قوات الحكومة ومقاتلي الشباب المجاهدين صباح اليوم.وقال الشهود إن القوات الحكومية تراجعت إلى الجزء الشرقي من المدينة، في حين ترابط القوات الإثيوبية قرب الحدود.
وقد انتشر مقاتلو حركة الشباب معززين بعربات عسكرية في حي هولوداج، فيما تخضع الأحياء الشرقية من المدينة لقوات الحكومة الانتقالية، بينما تتمركز بعض وحدات الجيش الإثيوبي في منطقة جنتا كنديشا الواقعة في المدخل الشرقي للمدينة.
وكشفت مصادر مطلعة لمراسل الجزيرة نت جبريل يوسف علي في مقديشو عن اتصالات جرت بين حركة الشباب المجاهدين ومسؤول المحاكم الإسلامية في محافظة هيران عبد الرحمن معو داخل مدينة بلدوين.وكان معو قد أعلن بداية الشهر الحالي عن سحب ثقته من الحكومة الصومالية بسبب عدم وفائها بتعهداتها بتطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد وعجزها عن ضبط الأمن.