20120124
الجزيرة
شرع وزير الخارجية المغربي الجديد سعد الدين العثماني اليوم الاثنين في زيارة إلى الجزائر، هي الأولى منذ 2003 لمسؤول مغربي في هذا المنصب، يلتقي خلالها بالمسؤولين الجزائريين على رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يستقبله صباح الثلاثاء.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن زيارة العثماني التي تدوم يومين جاءت بدعوة من نظيره الجزائري مراد مدلسي الذي كان في استقباله بمطار هواري بومدين.
وصرح الوزير المغربي لدى وصوله إلى الجزائر العاصمة بأن هناك "إرادة مشتركة لبعث ديناميكية جديدة في العلاقات المغربية الجزائرية"، وهو ما أشار إليه نظيره الجزائري الذي شدد على مسألة "الإرادة المشتركة" لتعزيز العلاقات بين البلدين الجارين.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أمس أن زيارة العثماني تندرج في إطار "الديناميكية البناءة التي التزم بها البلدان من خلال تبادل الزيارات الوزارية والتشاور من أجل تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التي تربط الشعبين الشقيقين".
وأشار الوزير المغربي في تصريحه إلى ضرورة توسيع مجالات التعاون بين الجزائر والمغرب، لتشمل "قطاعات ومجالات جديدة"، مشيرا إلى ضرورة التشاور في سبيل تفعيل الاتحاد المغاربي ومؤسساته.
وأضاف العثماني أن التغيرات التي وقعت في بعض دول المغرب العربي تعطي فرصة أفضل لتجاوز معوقات تحقيق التكامل والاندماج المغاربي.
ويذكر أن اتحاد المغرب العربي الذي أسس في فبراير/شباط 1989 وتترأسه حاليا ليبيا، يضم خمس دول هي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ولكن هذه المنظمة الإقليمية مجمدة بسبب أزمة الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي ضمها المغرب في 1975.
وأعلن وزير خارجية الجزائر بداية الشهر الجاري أن وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي سيجتمعون نهاية فبراير/شباط القادم في المغرب.
خلافات
وتأتي زيارة الوزير المغربي إلى الجزائر في ظل خلافات بين البلدين بسبب بعض الملفات على رأسها مسألة الحدود وقضية الصحراء الغربية.
وفي هذا الصدد، أكد الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل أمس الأحد أن مسألة إعادة فتح الحدود بين البلدين الجارين لم يتم التطرق إليها من قبل الطرفين الجزائري والمغربي خلال مختلف النقاشات التي جرت بين مسؤولي البلدين. ولكن مساهل قال إنه "ستتم تسوية هذه المسألة يوما ما".
وأغلقت الجزائر حدودها البرية مع المغرب في 1994 عندما فرضت الرباط تأشيرات دخول على الجزائريين بعد هجوم في مدينة مراكش جنوبي المغرب قالت الرباط إن منفذيه لهم صلات بالجزائر، وأدى توتر العلاقات إلى إبقاء الحدود مغلقة منذ ذلك الحين، مما أعاق حركة التجارة عبر شمال أفريقيا.
ويذكر أن العثماني -وهو من أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية الذي فاز في الانتخابات التشريعية- يعد أول وزير خارجية مغربي يزور الجزائر منذ زيارة محمد بن عيسى في 2003 من أجل تحريك "عملية بناء" المغرب.