20120125
القدس العربي
سمحت حكومة الجزائر يوم الثلاثاء بانشاء أول أحزاب سياسية جديدة منذ أكثر من عشر سنوات وذلك قبل أربعة أشهر من الانتخابات البرلمانية حيث ستقع السلطات تحت ضغط للسماح بمزيد من الديمقراطية.
غير أن معارضي الحكومة الجزائرية يقولون ان ذلك ليس الا تشدقا باتاحة حريات اكبر تحت ضغط انتفاضات "الربيع العربي" في حين انها تحتفظ بسيطرة شديدة على المشهد السياسي.
والجزائر هي الدولة الوحيدة في شمال افريقيا التي لم تتأثر الى حد بعيد بالربيع العربي لكن محللين يقولون ان بها كثيرا من الظروف التي أشعلت ثورات العام الماضي من بينها البطالة المرتفعة بين الشبان وغياب المحاسبة الديمقراطية.
وأعلنت وزارة الداخلية أنها أعطت الضوء الاخضر لعشر منظمات لكي تسجل نفسها رسميا كأحزاب وهو شرط لخوض الانتخابات.
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن وزير الداخلية دحو ولد قابلية قوله ان الحكومة تصرفت بطريقة يمكن من خلالها لاكبر عدد من الاحزاب الحصول على الموافقة للعمل.
وهذه هي المرة الاولى التي تعطى فيها الحكومة احزابا جديدة الضوء الاخضر للعمل منذ تولي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السلطة عام 1999.
ومن الاحزاب التي حصلت على الترخيص عدة جماعات اسلامية معتدلة.
ويقول منتقدو الحكومة ان كثيرا من الاحزاب الجديدة قريب من السلطات لكن احدها وهو جبهة العدالة والتنمية وهو حزب اسلامي يقوده عبد الله جاب الله يمثل معارضا عنيدا للحكومة.
ويسيطر على البرلمان الجزائري في الوقت الحالي تحالف مكون من جبهة التحرير الوطني التي تهيمن على الحياة السياسية في الجزائر منذ الاستقلال عن فرنسا وحزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء احمد اويحيى.
وأدخل بوتفليقة (74 عاما) العام الماضي اصلاحات محدودة في اعقاب الانتفاضات التي اطاحت بزعماء مصر وتونس وليبيا.
وامر برفع حالة الطوارئ التي كانت مفروضة منذ 19 عاما وتعهد بانهاء احتكار الدولة للتلفزيون ووسائل الاعلام.
كما نقلت السلطات الجزائرية مهمة الاشراف على الانتخابات من وزارة الداخلية الى لجنة من القضاة ودعا الاتحاد الاوروبي الى ارسال مراقبين للانتخابات.
وأشادت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالجزائر الشهر الحالي بشأن ما قالت انها "اصلاحات هامة جدا".
لكن معارضي الحكومة يقولون ان النخبة الحاكمة التي تدير الجزائر منذ عقود بدعم من الجيش لا تظهر اشارة تذكر على استعدادها للتخلي عن السلطة.
والجزائر عضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) ومنتج كبير للغاز وهي حليف مهم للحكومات الغربية في قتال القاعدة في المنطقة.