20120126
الجزيرة
احتفل أهالي مدينة الإسكندرية بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير بمشاركة عدد من القوى والأحزاب السياسية وشباب الثورة وسط مظاهر متعددة للاحتفال شملت شعارات وهتافات تطالب باستكمال مطالب الثورة والقصاص من قتلة المتظاهرين وأشكال احتجاجية منددة بالمجلس العسكري طالبت برحيله وتولي مجلس الشعب السلطة.
ونظم عشرات الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين احتفالية ضخمة أمام مسجد القائد إبراهيم -أيقونة الثورة بالإسكندرية- مرددين أناشيد وأغاني وطنية حماسية وهتافات تطالب بسرعة تسليم السلطة للمدنيين.
ألحان وطنية
وشاركت القوات المسلحة في الاحتفالات ببرنامج خاص بدأ في عدد من ميادين المحافظة وأمام قبر الجندي المجهول الذي شهد حضورا متميزا من المواطنين، وعزفت القوات البحرية العديد من الألحان الوطنية والأناشيد وقامت البوارج بعروض استعراضية بالميناء الشرقي.
كما شارك العشرات من الأهالي في مسيرة تأييد للمجلس العسكري انطلقت من منطقة المنشية صوب القاعدة البحرية بمصاحبة الموسيقى العسكرية، فيما قام عدد من عناصر الشرطة العسكرية بتوزيع أعلام مكتوب عليها "في حب مصر" ورددوا هتافات من قبيل "الشعب والجيش إيد واحدة" و"تحيا مصر".
كما خصصت هيئة النقل العام عددا من الحافلات لنقل المواطنين مجانا إلى ميدان القائد إبراهيم والميادين الأخرى وقام عدد من رجال المرور بتوزيع الورود على السائقين.
ورفعت مديرية الصحة حالة الطوارئ وتم إلغاء الإجازات في كل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، وجهزت أكثر من 80 سيارة إسعاف بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية التي وزعت على المناطق الحيوية حيث توجد أهم التجمعات لمواجهة أي طارئ.
كما نظمت عدد من التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية انطلقت من شرق وغرب المدينة تلبية لدعوة "الثورة الثانية".
مسيرات احتجاجية
بدأت الاحتجاجات بمسيرة انطلقت من منطقة المنشية صوب قيادة المنطقة الشمالية بمشاركة أكثر من 10 آلاف من أعضاء القوى الاشتراكية والليبرالية وعدد من الأحزاب والنقابات العمالية المستقلة، حاملين نعشا أسود كتب عليه "يسقط يسقط حكم العسكر" و"القصاص القصاص".
فيما انطلقت مسيرة أخرى في هذا التوقيت من أمام كنيسة العذراء بمنطقة "جناكليس" شارك فيها مئات من النشطاء طافت شوارع المدينة قبل الوصول إلى قيادة المنطقة الشمالية بمنطقة سيدي جابر.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كتب عليها "مطالبنا هيا هيا.. عيش حرية عدالة اجتماعية و"العدالة البطيئة=ظلم محقق"، مرددين هتافات تندد بالمجلس العسكري وتطالب برحيله.
وطالبت مسيرة احتجاجية أخرى خرجت من أمام كنيسة القديسين بسيدي بشر باتجاه ميدان "فيكتور عمانويل" الذي يعتصم فيه عدد من أهالي الشهداء برحيل المجلس العسكري واستكمال أهداف الثورة والقصاص للشهداء والمصابين والإسراع في إنهاء المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لمجلس الشعب.
كما شارك المئات من عمال النقابات المهنية العامة والمستقلة واتحاد أصحاب المعاشات في المسيرات المطالبة بإلغاء التعديلات الأخيرة لقانون التأمينات، التي وصفوها بالمضرة بالحقوق التأمينية للعاملين بالإضافة إلى استرداد أموال التأمينات ورفع الحد الأدنى للمعاش وعودة شركات الخصخصة إلى القطاع العام.
مكاسب الثورة
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين علي عبد الفتاح إن المصريين في طريقهم للحصول على مكاسب ثورتهم بعد الانتهاء من المرحلة الانتقالية ووضع دستور جديد للبلاد يعبر عن تطلعاتهم، واختيار رئيس للجمهورية بنزاهة وشفافية.
وأكد على ضرورة استكمال مطالب الثورة والالتزام بالجدول الزمني الذي قرره الشعب في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس/آذار الماضي، رافضا دعاوى تسليم السلطة لمجلس الشعب.
وقال المتحدث الإعلامي لحركة 6 أبريل بالإسكندرية للجزيرة نت إن احتجاجات الثورة الثانية "تؤكد أن شباب مصر لن ينخدع بأي أشكال إصلاحية كرتونية لا تعبر عن روح الثورة ولا تنفذ مطالبها الحقيقة"، مشيرا إلى أن المجلس العسكري تعمد تضليل الشعب وإبعاده عن مطالب ثورته الحقيقية.
وشدد في الوقت نفسه على سلمية الاحتجاجات والمظاهرات التي تطالب بضرورة استكمال عملية التطهير الكامل لمؤسسات الدولة بدءا من المجلس العسكري ووصولا إلى أقل منصب في أجهزة الدولة, فضلا عن إقامة محاكم ثورية بشكل عاجل لتحقيق "القصاص العادل من الطغاة والفاسدين" من رجال النظام السابق.