20120126
الجزيرة
لم تقتصر الاحتفالات بالذكرى الأولى للثورة المصرية على العاصمة القاهرة وميدانها الشهير "ميدان التحرير"، وإنما امتدت إلى العديد من المدن الكبرى في مختلف المحافظات ومنها السويس التي كان احتفالها حاشدا ومتميزا بما يليق بمدينة كان لها مع العاصمة الدور الأكبر في إشعال جذوة الثورة.
وكما هو الحال في ميدان التحرير، سيطرت الأجواء الثورية على ميدان الأربعين الذي بات دون منازع أشهر الميادين في السويس -الواقعة في أقصى الطرف الشمالي الغربي للبحر الأحمر- منذ انطلق منه آلاف الشباب في 25 يناير/كانون الثاني من السنة الماضية ليؤكدوا أن الثورة ليست مقتصرة على القاهرة فقط.
واستقبل ميدان الأربعين الآلاف من مواطني السويس الذين انطلقوا في مسيرات بدأت من عدة مساجد أهمها الشهداء والغريب وحمزة بن عبد المطلب بعد أداء صلاة الظهر، وذلك بدعوة من عدة أحزاب وائتلافات ثورية أبرزها تكتل شباب السويس وحركة شباب 6 أبريل، إضافة إلى الشيخ حافظ سلامة الذي اشتهر بقيادته للمقاومة الشعبية في السويس في حروب مصر مع إسرائيل في 1967 و1973.
حقوق الشهداء
وكان لافتا مشاركة المئات من السلفيين في التظاهر وترديد هتافات تؤكد ضرورة الحصول على حقوق الشهداء، بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي نظمت مسيرة اتجهت إلى الميدان وهي تهتف مطالبة بالثأر من قتلة شهداء الثورة، كما كان للسيدات حضور واضح في الفعاليات.
وتحلق متظاهرو السويس حول العشرات من أهالي شهداء الثورة، حيث طالب الجميع بمحاكمة جادة وعقاب رادع للضباط المتورطين في قتل المتظاهرين بعد أن برأ القضاء ساحة بعضهم.
وردد المتظاهرون خلف والد أحد الشهداء قسما بتنفيذ القصاص بأنفسهم في قتلة الثوار إذا لم تقم السلطات بذلك، مؤكدين أن أبناءهم خرجوا في مثل هذا اليوم من العام الماضي للتظاهر سلميا قبل أن يتعرضوا لاعتداءات من شرطة الرئيس المخلوع حسني مبارك.
استمرار الثورة
وتوجه المتظاهرون إلى مبنى المحافظة حيث رددوا هتافات تنادي بسقوط حكم العسكر وتؤكد ضرورة استمرار الثورة حتى تحقيق بقية مطالبها، في حين نظم الأهالي لجانا شعبية تولت حراسة أقسام الشرطة والمستشفيات وبقية المباني الحكومية.
وقد أصدرت القوى المشاركة في المظاهرات بيانا أكدت فيه إصرارها على تحقيق مطالب الثورة، ومنها القصاص العادل لدم الشهداء واجتثاث رموز الفساد في جميع مؤسسات الدولة، خاصة منها مؤسسات القضاء والشرطة والإعلام، مع التأكيد على سلمية الثورة واستمرارها حتى تحقيق العدالة الاجتماعية في كل أنحاء الجمهورية.
وأكدت هذه القوى في بيانها أن السويس "لا تحتفل اليوم بالثورة وإنما تؤكد على استكمال مطالبها"، في حين أوضح عدد من منظمي التظاهرات أنهم لا يعتزمون الاعتصام لكنهم سيواصلون التظاهر يوميا ابتداء من اليوم للتأكيد على مطالب الثورة خصوصا الإسراع بتسليم السلطة للمدنيين والمحاكمة الجادة لرموز النظام السابق.