20120128
الجزيره
نظم مصريون يوم الجمعة مظاهرات ومسيرات حاشدة لليوم الثالث على التوالي لمطالبة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بالتنحي وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني بينما نظم المئات مظاهرة مؤيدة للجيش.
وقبل بدء مسيرة شارك فيها ألوف النشطاء من مسجد الاستقامة في ضاحية الجيزة قرأ النشطاء الفاتحة ترحما على أرواح القتلي الذين سقط نحو 850 منهم في الايام الاولى للانتفاضة التي أسقطت الرئيس حسني مبارك العام الماضي ورددوا قسما يقول "أقسم بالله العظيم أن احافظ على مطالب 25 يناير وأن أضحي من أجلها".
ورددوا الهتاف البارز للاحتجاجات "يسقط يسقط حكم العسكر". كما رددوا هتافا صاحبه تصفيق هو "سلم السلطة".
وهتفوا "يا طنطاوي يا مشير غصبا عنك فيه تغيير" في اشارة الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة.
وسمي النشطاء المسيرة التي اتجهت الى ميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك مسيرة الشهيد عماد عفت في اشارة الى أمين الافتاء بدار الافتاء الذي قتل برصاصة خلال قيام قوات من الجيش والشرطة بفض اعتصام في شارع مجلس الشعب في ديسمبر كانون الاول.
ويحتج النشطاء أيضا على ما يقولون انها محاكمات هزلية لمبارك ووزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ورئيسي مجلسي الشعب والشورى السابقين فتحي سرور وصفوت الشريف وضباط شرطة كبار في قضايا قتل نحو 850 متظاهرا سقطوا خلال الانتفاضة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني الماضي وأسقطت مبارك بعد 18 يوما.
كما يطالبون بمحاكمة قتلة النشطاء الذين سقطوا بعد اسقاط مبارك والذين يصل عددهم الى مئة.
وهتف المشاركون في المسيرة "يلا يا مصري انزل من دارك سامي عنان هو مبارك" في اشارة الى نائب رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ورئيس الاركان الفريق سامي عنان.
ولوح سكان من شرفات منازل بعلامة النصر للمشاركين في المسيرة. ورددت مجموعات من السكان هتافا مع النشطاء يقول "قول متخافشي المجلس لازم يمشي". وشارك سائقو سيارات في ترديد الهتافات.
وقال مدحت صفوت (27 عاما) ويعمل باحثا في النقد الادبي لرويترز خلال مشاركته في المسيرة "لن يفلت أحد من العقاب سواء من المجلس العسكري أو النظام القديم."
وغضب مصريون كثيرون لقول أعضاء قياديين في جماعة الاخوان المسلمين التي شغلت العدد الاكبر من مقاعد مجلس الشعب في أول انتخابات بعد مبارك ان الجماعة مستعدة لبحث خروج امن للمجلس العسكري. ونفي عضو واحد على الاقل في المجلس العسكري وجود مشاورات مع الاخوان حول ذلك مشددا على أن المجلس لم يرتكب جرائم تجعله يبحث عن الخروج الامن.
وفي مسيرة بدأت من مسجد مصطفى محمود بضاحية الجيزة وضمت ألوف المحتجين رفع نشطاء دمية لعسكري تلطخت يده بالدماء. وحمل نشطاء صورا لقتلى بينها صورة الناشط القبطي البارز مينا دانيال الذي قتل مع 26 قبطيا اخرين في اشتباك حين حاولت قوات الجيش منع تنظيم اعتصام العام الماضي أمام مبنى الاذاعة والتلفزيون.
وردد ألوف النشطاء في مسيرة بدأت من حي شبرا في القاهرة الذي توجد فيه كثافة سكانية قبطية هتافا يقول "الجيش المصري بتاعنا والمجلس (العسكري) باعه وباعنا" و"ارحل". وسمى النشطاء المسيرة مسيرة الشهيدة سالي زهران التي سقطت في الانتفاضة ضد مبارك.
ولشهور يقول نشطاء وسياسيون ان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يمكن انتقاده لتوليه ادارة شؤون البلاد. ويقول المجلس العسكري انه يرفض هذا الفصل بينه وبين الكتلة الكبرى من الجيش.
وبدأت الموجة الجديدة من الاحتجاجات يوم الاربعاء في الذكرى الاولى للانتفاضة التي أطاحت بمبارك. وقال الاخوان المسلمون واسلاميون اخرون انهم يحتفلون بانجازات الثورة في ذكراها الاولى مما أثار غضب نشطاء وغضب مصابين وأقاربهم وأسر قتلى خاصة أن منصة للاخوان في ميدان التحرير أذاعت أغاني احتفالية.
وقال خطيب الجمعة في ميدان التحرير مظهر شاهين لالوف المصلين يوم الجمعة "لم ات الى هنا راقصا أو مغنيا انما أتيت للمطالبة بالقصاص من قتلة شهدائنا... من الغباء أن نحتفل ودماء شهدائنا لم تجف ولن نحتفل وهناك مصابون ما زالوا يعانون ولن نحتفل وهناك معتقلون (من النشطاء) في السجون."
وخلال أيام تبدأ انتخابات مجلس الشورى ليتسنى بعدها وضع دستور جديد للبلاد ثم انتخاب رئيس الدولة لكن مصريين يقولون منذ أيام انهم ضد وضع الدستور في وجود المجلس العسكري في السلطة.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية غالب نحو عشرة الاف ناشط أمطارا غزيرة وخرجوا في مسيرات بعد صلاة الجمعة توجهت الى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بالمدينة للاحتجاج.
ورفع المحتجون لافتة عليها عبارة تقول "مطلوب رئيس ولا دستور تحت حكم العسكر".
وفي مدينة دمياط التي تقع على البحر المتوسط أيضا نظم بضع مئات مظاهرة موالية للجيش بينما وقف نحو ألف من النشطاء في مظاهرة احتجاج على الجيش بالقرب منها في ميدان الساعة بالمدينة.
ونظم نشطاء مسيرات ومظاهرات في عدة مدن أخرى يوم الجمعة.