20120129
رويترز
قال قائد ميليشيا طردت قواته من المعقل الليبي القبلي بني وليد الاسبوع الماضي ان قواته تحتشد لاستعادة المدينة لكنها تنتظر بناء على طلب من الحكومة.
وقال مبارك الفتماني في مقابلة مع رويترز يوم الجمعة في مخيمه الصحراوي بالقرب من السدادة التي تبعد 50 كيلومترا الى الشرق من بني وليد ان من حق قواته دخول بني وليد ولا يمكن لاحد أن يمنعها.
وطرد سكان المدينة الغاضبون قوات الفتماني وهو الذي يتهمهم بانهم موالون للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي اعتقل وقتل في أكتوبر تشرين الاول.
وقال المحارب المسن ان 800 من رجاله يحتشدون الان على طول الجانب الشرقي من المدينة في انتظار أوامره للدخول بالقوة.
وكانت بني وليد التي تقع على بعد 140 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس واحدة من اخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي.
وطوق مئات المقاتلين الموالين للحكومة المؤقتة البلدة المعزولة بعد سماع انباء عن اندلاع انتفاضة موالية للقذافي.
وقال الفتماني انه واجه مجرد مئتين من "المجرمين" الذين يشعرون بالحنين لعصر القذافي وليس كتائب كبيرة من الانصار المنظمين.
وقال أن لديه كل المقاتلين الثوار ويمكنهم استعادة السيطرة على بني وليد في غضون ساعات. واضاف انهم اذا لم يسلموا أنفسهم فسيواجهون ما لا يمكنهم تخيله.
ويوم الاثنين حاصر سكان مسلحون ميليشيا الفتماني التي تسمي نفسها "ميليشيا 28 مايو" وهو اليوم الذي أعدم فيه أنصار القذافي عددا من المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في بني وليد.
وفي معركة خسر فيها الفتماني ستة مقاتلين فر رجاله من ثكنتهم في ظلام الليل.
وقال احد رجال الفتماني انه بمجرد أن اخترق الموالون للقذافي البوابة ودخلوا الثكنة كان كل همهم هو سرقة دباباتهم مما دفعهم للخروج.
وقال شيوخ البلدة مرددين شكاوى السكان من ان ميليشيا 28 مايو تقوم بمضايقة الناس واساءة معاملة السجناء وانهم اقالوا المجلس المحلي المدعوم من الحكومة وعينوا حكومة محلية خاصة بهم.
وقالوا انهم ليسوا من انصار القذافي لكنهم فقط تعبوا من سيطرة الميليشيا على بلدتهم.
وقال الفتماني ان شيوخ البلدة استفادوا من القذافي وكانوا يحاولون استعادة مدينتهم من حكامها الشرعيين في اشارة الى حكومة المجلس الوطني الانتقالي المدعوم من الغرب.
وفي ظل انتظار مئات المقاتلين على مشارف بني وليد يرتشفون الشاي ويقومون بتشحيم أسلحتهم في الصحراء الباردة سئل الفتماني لماذا لا يدخلون البلدة.
فقال الفتماني الذي كان يجلس في قاعدته التي كانت يوما القصر الذي يقضي فيه القذافي العطلات على قمة تلة صخرية ان رئيس الوزراء طلب منه الانتظار للسماح للمدنيين بمغادرة المدينة على أمل استسلام المهاجمين.
وقال ان رئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب اتصل به وطلب منه عدم التحرك وانه قبل ذلك.
واضاف أن الكيب وعده بأن الحكومة ستستخدم القوة للحفاظ على الامن اذا لزم الامر.
ورابطت قوات من الجيش الوطني الوليد الذي يتكون من المقاتلين الثوريين الذين تحولوا الى قوة حكومية انضمت الى الميليشيات حول بني وليد.
والمجلس الوطني الانتقالي غير قادر على فرض السيطرة الكاملة على الجماعات المسلحة الثورية في ليبيا ودمج مجرد قلة من الكتائب الى قوة أمن وطنية. وتدعي جميع الميليشيات الولاء للحكومة لكن معظمها لا يزال غير راغب في نزع سلاحه. وبدلا من ذلك يعتمدون نهج الانتظار والترقب لمن سيأتي للسلطة.
ويطوف رجال الفتماني حول القاعدة في شاحنات تحمل الاسلحة الالية.
وأعرب الفتماني عن تشككه في التوصل الى حل سلمي ويرى مزيدا من العنف في المستقبل.
وقال ان هؤلاء الموالين للقذافي يرون ان قواته مجرد جرذان مثلما كان يرى القذافي مشيرا الى انهم قتلة ومجرمون ولن يندمجوا ابدا في ليبيا الجديدة لانهم يعرفون أنهم سيواجهون العدالة الان.