20120129
القدس العربي
تظاهر الاف التونسيين يوم السبت بشوارع العاصمة تونس للتحذير من تراجع الحريات الجديدة في البلاد بعد عام من اندلاع الثورة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي ومكنت حركة النهضة الاسلامية من الوصول الى سدة الحكم بعد اول انتخابات ديمقراطية في البلاد.
وتأتي المسيرة وسط موجة انتقادات تقودها المعارضة العلمانية ضد الحكومة بدعوى اخفاقها في معالجة عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسعي للتضييق على الحريات بعد اسابيع قليلة من تسلمها مقاليد الحكم.
وتجمع حوالي خمسة الاف متظاهر في مسيرة تهدف للمطالبة بحماية الحريات التي قالوا انها مهددة بدعوة من احزاب يسارية ومنظمات المجتمع المدني.
ودعت المعارضة للمسيرة بعد تعرض صحفيين وحقوقيين لاعمال عنف من قبل افراد من جماعات سلفية الاسبوع الماضي وبعد مثول مدير عام تلفزيون نسمة المحلي امام القضاء بتهمة الاساءة للشعائر الدينية بعد بث فيلم ايراني يصور الذات الالهية.
ورفع المتظاهرون -الذي تجمعوا امام ساحة حقوق الانسان بالعاصمة قبل ان يجوبوا شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة- لافتات كتب عليها "السيطرة على الاعلام عودة للظلام" و "لا خوف لا رعب .. السلطة ملك الشعب" و "خبز وماء والتطرف لا..خبز ماء والسلفية لا".
ولم يخف المتظاهرون غضبهم من الحكومة وردد مئات منهم شعارات مناهضة للحكومة ولحركة النهضة الاسلامية ورددوا شعار "الشعب يريد اسقاط الحكومة".
وانتقد المتظاهرون ما قالوا انه سعي الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية مع حليفين علمانيين هما المؤتمر والتكتل الى السيطرة على قطاع الاعلام الحكومي مثل التلفزيون الحكومي بعد تعيينات جديدة اعلنتها الحكومة قبل اسبوعين وطالت حتى رؤساء تحرير نشرات الاخبار.
لكن الحكومة قالت انها لاتسعى لتكميم حرية التعبير ولا السيطرة على الاعلام وان التعيينات مؤقتة حتى اجراء انتخابات داخل المؤسسات الاعلامية الحكومية.
وقالت المحامية سعيدة قراش لرويترز بينما كانت ترفع علم تونس وسط حشود المتظاهرين "نحن هنا لنقول ان الناشطين والمنظمات والاحزاب بالمرصاد لحماية الحريات من التراجع وسط ما نشاهده من خطاب سلفي متشنج وتعدي على حرية الاعلام والمعتقد والتفكير".
واتهمت قراش حركة النهضة الاسلامية بالتواطئ والتغاضي على الخطاب المتشدد والعنف بدعوى الدين.
وكان الصادق شورو عضو المجلس التاسيسي عن حركة النهضة وسجين سابق قد استشهد باية قرأنية في المجلس تدعو الى قتل الخارجين عن القانون في اشارة للمعتصمين الذين يعطلون اقتصاد البلاد. واثار تدخله جدلا واسعا في المجلس وضمن الاوساط الحقوقية ووصفت الدعوة بانها تحريض على القتل والفتنة بين ابناء الشعب الواحد رغم سعي اعضاء من النهضة التقليل من حدة التصريح.
من جهته قال حمادي الرديسي وهو استاذ بالجامعة وناشط حقوقي تعرض للعنف الاسبوع الماضي على يد شاب من التيار السلفي "نحن هنا لنطلق صيحة فزع ضد تيار جارف من التشدد في الخطاب المتشدد وعدم قبول الرأي المخالف والعنف".
وشاركت نقابة الصحفيين التونسيين في المسيرة ورفعت شعارات تنادي بعدم الوصاية على الاعلام والتمسك باستقلالية القطاع الذي عاني لعقود من هيمنه النظام عليه.
وتعهد حمادي الجبالي رئيس الوزراء بحماية كل الحريات بما فيها حرية التعبير والاحتجاج واحترام حقوق الانسان لكنه طالب المعارضة باحترام خيار الشعب الذي جسده في الانتخابات الماضية.
ورفعت متظاهرات لافتات كتب عليها "حرية المرأة خط احمر" و "نعم للتفكير .. لا للتكفير".