كشف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحوث يوم أمس الاحد، عن تمكن شرطة مدينة نيويورك الاميركية من توقيف عصابة دولية يتزعمها اميركي يهودي يدعى ليفي اسحاق روزمبوم، تتاجر بالاعضاء البشرية واختطاف الاطفال من الجزائر.
جاء ذلك في تصريح ادلى به البروفيسور مصطفى خياطي لصحيفة "الخبر" الجزائرية (نشر في عددها ليوم امس الاحد)، موضحا بان روزمبوم هو احد الضالعين في قضية المتاجرة بالاعضاء التي اثارت مؤخرا عاصفة من ردود الفعل في الولايات المتحدة واسرائيل، وذلك بناء على التحقيقات التي اجرتها الشرطة الدولية الـ ''انتربول''.
وأكد خياطي ان توقيف العصابة جاء بعدما اظهرت تحقيقات الـ "انتربول" ان اطفالا جزائريين اختطفوا من مدن في غرب الجزائر ونقلوا الى المغرب، لتهريب كلاهم الى الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة، بغية بيعها بما يتراوح بين 20 الفا و100 الف دولار للكلية الواحدة.
وكشف بان توقيف رئيس الشبكة بنيويورك قدم تفسيرات لعدة اعمال خطف راح ضحيتها اطفال جزائريون في السنة الماضية، لدرجة ان اختطاف الاطفال اصبح ظاهرة يومية في الجزائر.
واوضح خياطي، ان هذه العصابة كانت تعمد الى خطف اطفال من الجزائر، وتجري لهم عمليات استئصال اعضاء في المغرب، قبل ان يتم تصديرها وبيعها في اسرائيل والولايات المتحدة، وكانت تزود الاطباء الناشطين في هذا الشان بالتجهيزات اللازمة لاجراء هذا النوع من العمليات الجراحية.
وعمليا، انتابت الشارع الجزائري العام الماضي حالة من الخوف بسبب انتشار ظاهرة اختطاف الاطفال من امام ابواب المدارس وفي الحدائق وحتى العمارات، وتفاعلت صحف الجزائر مع الامر حيث خصصت مساحات معتبرة لاخبار الاختطافات.
وحسب المعلومات التي يحوز عليها الدكتور خياطي فان "التحريات الاولى تتحدث عن شبكة عالمية تستهدف بالدرجة الاولى الفلسطينيين والمغاربة، وهو ما يعني الامكانيات المالية والعناصر النشطة سواء كانت يهودية او غير ذلك".
وبالنسبة للجزائر، فقد اوقفت مصالح الدرك الوطني في الناحية الغربية للبلاد شبكة تضم جزائريين ومغاربة متخصصة في اختطاف الاطفال وتهريبهم نحو المغرب.
ويقول البروفيسور خياطي، الذي يتابع الملف عن قرب مع الجهات المعنية: ان "المحققين كانوا يتساءلون عن سر اختطاف الاطفال الجزائريين نحو الجهة الغربية للبلاد باتجاه المغرب رغم ان المنطقة الحدودية لا تتوافر على قدرات طبية في زراعة الاعضاء".
لكن الغموض زال بعد توقيف هذه الشبكة الدولية التي يقودها اليهودي ليفي ووصول معلومات عن وجود ضحايا جزائريين تم اختطافهم وترحيلهم عبر المغرب.
وتعكف خبيرة اميركية على استقبال ومعالجة شكاوى العائلات التي يتاكد لديها ان احد ابنائها قد تعرض للاختطاف وانتزاع اعضاء من جسمه، بحسب البروفيسور خياطي.
وعادت ظاهرة خطف الاطفال الى الواجهة بعدما اختفت منذ 15 سنة شهدت وقتها الجزائر اعمال خطف ومتاجرة في الاعضاء، حيث تم اكتشاف شبكة تمتد خيوطها حتى المانيا وتركيا، تقوم بالمتاجرة بكلى الاطفال مقابل الحصول على سيارة او مبلغ يعادل 10 الاف يورو حاليا.
وكان الاتفاق بحسب البروفيسور خياطي هو ترحيل الاطفال الى عيادات بالخارج لنزع الكلية على ان يتم ارسال السيارة او مبلغ المال بعد عودة الضحية.
ونشرت صحيفة "افتنبلدت" السويدية تحقيقا يتهم جيش الاحتلال الاسرائيلي بقتل عدد من الشبان الفلسطينيين في الاراضي المحتلة، بهدف المتاجرة باعضائهم الداخلية.
وذكرت الصحيفة "الاوسع انتشارا في السويد"، ان الجيش الاسرائيلي نفذ عمليات اعتقال ومن ثم قتل لعدد من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، واعاد الجثث الى ذويها و"قد سلبت كل الاعضاء الداخلية منها، بهدف المتاجرة بها".
وبحسب تقرير الصحيفة، "هناك حاجة الى الاعضاء البشرية في اسرائيل، حيث تجري عملية متاجرة غير قانونية بالاعضاء، وبمباركة من السلطات، بل وبمشاركة من كبار الاطباء الاسرائيليين"، مشيرة الى ان "شبانا فلسطينيين خطفوا واعيدوا لاحقا بعد عمليات تنكيل بجثثهم، وقد حان الوقت لتسليط الضوء على هذا النشاط الفظيع الذي يجري في المناطق المحتلة منذ بدء الانتفاضة".