20120208
رويترز
قالت وزارة الخارجية السودانية ان المتمردين في ولاية جنوب كردفان أفرجوا عن 29 عاملا صينيا يوم الثلاثاء بعد عشرة أيام من خطفهم في الولاية التي يقاتل فيها الجيش المتمردين.
وسبب الحادث حرجا للحكومة السودانية التي تحاول تعزيز الاستثمارات الصينية في الوقت الذي تسعى فيه للتغلب على أزمة اقتصادية.
وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال انها احتجزت عمال البناء الصينيين حفاظا على سلامتهم بعد معركة مع الجيش في جنوب كردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان.
لكن العمال وجدوا أنفسهم على ما يبدو محاصرين وسط نزاع بين الخرطوم والمتمردين الذين يحاولون لفت الانتباه الى محنة 417 الف مدني فروا من القتال في جنوب كردفان وولاية النيل الازرق الحدودية ايضا.
وقيدت الخرطوم وصول عمال المساعدات والامم المتحدة الى الولايتين مما دفع الولايات المتحدة الى التحذير من احتمال حدوث مجاعة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ووزارة الخارجية السودانية ان اللجنة نقلت العمال الصينيين جوا من كودا في جنوب كردفان.
وقالت الوزارة في بيان انها تؤكد لحكومة وشعب الصين أن حكومة السودان تسعى لحماية الاستثمارات الصينية والعاملين فيها.
ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية عن بيان لوزارة الخارجية الصينية القول ان العمال وصلوا في وقت لاحق الى العاصمة الكينية نيروبي "سالمين وبصحة جيدة".
ورفض ارنو نجوتولو لودي المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال التعليق.
والتقى زعماء في الحركة مع مسؤولين صينيين في اثيوبيا الاسبوع الماضي.
ويقطن ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق كثيرون ممن قاتلوا الى صفوف الجنوب ضد الشمال في الحرب الاهلية السودانية. ويتهم كثيرون حكومة الخرطوم بتهميشهم منذ استقلال جنوب السودان في يوليو تموز.
وتحكم الحركة الشعبية لتحرير السودان جنوب السودان حاليا وتنفي اتهامات الخرطوم لها بدعم الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال.
والصين حليفة للبلدين وهي المشتري الرئيسي للنفط الخام من جنوب السودان كما انها أكبر مستثمر في السودان.
ويقول دبلوماسيون غربيون ان الصين تملك اكبر فرصة لنزع فتيل التوتر بين الخرطوم وجوبا اللتين تدور بينهما خلافات بشأن النفط وتقسيم الديون والعنف على جانبي حدودهما المشتركة.
وهذه هي المرة الثالثة التي يختطف فيها مواطنون صينيون في السودان منذ عام 2004 مما يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها التوسع الصيني في افريقيا بحثا عن المعادن ومصادر الطاقة.
وواجهت بكين ضغوطا هائلة لتأمين عودة العمال بسلام. ودعت صحف حكومية الى توفير المزيد من الحماية للعمال الصينيين في الخارج مع توسيع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم لاستثماراتها في الخارج.
والعمال تابعون لمؤسسة سينوهيدور الحكومية الصينية المتخصصة في أعمال هندسة وانشاء محطات الطاقة المائية.
وتعول الخرطوم على الصين لتعزيز الاستثمار في اطار مساعيها للتغلب على اثار فقدان ثلاثة ارباع انتاج النفط مع انفصال جنوب السودان.
وتتجنب أغلب الشركات الغربية السودان بسبب حظر تجاري أمريكي فرض في 1997 عندما استضافت الخرطوم متشددين بارزين بينهم اسامة بن لادن.
والحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال واحدة من عدد من الحركات المتمردة في المناطق الحدودية التي تعاني من تراجع التنمية وتقول انها تقاتل للاطاحة بالرئيس السوداني عمر حسن البشير وانهاء ما تعتبره هيمنة للنخبة السياسية بالخرطوم.