20120212
الجزيره
شارك ألوف النشطاء في مصر يوم الجمعة في مسيرات الى مقر وزارة الدفاع بشمال القاهرة لمطالبة المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ عام بتسليم السلطة للمدنيين بينما تظاهر بضع ألوف في مدينة الاسكندرية الساحلية تأييدا للمجلس.
ونظم النشطاء المسيرات قبل يوم من اضراب عام وعصيان مدني دعا اليهما النشطاء وانقسم الشعب حول الاستجابة لهما.
وبدأت احدى المسيرات من مسجد الفتح في ميدان رمسيس بوسط القاهرة بعد صلاة الجمعة وشارك فيها مئات النشطاء لكن عدد المشاركين بلغ نحو ثلاثة الاف حين وصلت المسيرة الى حواجز أمام مقر وزارة الدفاع.
وبعد الصلاة في مسجد الفتح هتف ناشطان وسط المسجد وأمامه "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الشعب يريد اسقاط النظام" و"الشعب يريد اسقاط المشير" في اشارة الى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع لمدة 20 عاما في ظل الرئيس السابق حسني مبارك ولا يزال يشغل المنصب.
وتولى المجلس العسكري ادارة شؤون البلاد في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي بعد أن أسقطت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني من ذلك العام مبارك.
وهتف المشاركون في المسيرة بعد أن تقدمت في شارع رمسيس في طريقها الى وزارة الدفاع "الاضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع". وكتب نشطاء شعارات على جدران المباني تقول "عصيان مدني" و"اعدام المشير" و"المشير خائن".
وأشار للمشاركين في المسيرة مئات السكان من الشرفات بعلامة النصر وألقى اليهم رجل بحلوى وورود بينما انتقدهم مئات المارة وركاب السيارات التي أعاقت المسيرة سيرها.
ودعا المجلس المصريين في بيان الى الحذر من "المخططات" والمؤامرات الرامية لضرب استقرار البلاد.
واثنى الجيش على الثورة التي "شارك فيها جيش مصر .. الرجال الشجعان البواسل .. حاميا للثورة فى ادق لحظاتها ومساندا للشعب فى مطالبه العادلة المشروعة."
واضاف البيان "اننا عازمون بكل ما نملك من اصرار على المضى قدما والى الامام مهما كانت الصعاب من اجل الوفاء بعهدنا لهذا الشعب العظيم. سنبقى ايها الاحرار اوفياء للعهد والقسم نؤكد لكم اننا اخوتكم وابناؤكم فى الجيش .. ابدا لن نخضع لتهديدات ولن نركع الا لله الواحد". ولم يوضح البيان مصدر هذه التهديدات.
وتوجهت الى مقر الوزارة يوم الجمعة مسيرات يشارك فيها ألوف النشطاء من عدة أماكن في العاصمة بينها ضاحية مصر الجديدة وضاحية مدينة نصر وضاحية شبرا.
وبحلول المساء بدأ المشاركون في المسيرات الانصراف من أمام الحواجز المقامة أمام الوزارة دون أحداث عنف.
وقال عضو مجلس الشعب محمد أبو حامد لرويترز ان بلطجية اعتدوا عليه بالضرب بالايدي والعصي وهو يتقدم مسيرة صغيرة متوجهه الى مقر وزارة الدفاع.
وقال لرويترز "كاد بلطجي يحمل مسدسا يطلق علي الرصاص لولا أن زملائي دفعوني داخل سيارة أجرة ابتعدت بي من المكان."
وأضاف "المكان الذي كنت فيه خاضع لسيطرة المجلس العسكري" متجنبا توجيه اتهام صريح للمجلس بتدبير الحادث.
وينتمي أبو حامد الى حزب المصريين الاحرار الذي من بين مؤسسيه رجل الاعمال القبطي البارز نجيب ساويرس. ويطالب أبو حامد المجلس العسكري بتسليم السلطة للمدنيين فورا.
وفي مدينة الاسكندرية الساحلية نظم بضع ألوف من مؤيدي المجلس العسكري مظاهرة بجوار قصر رأس التين والقاعدة البحرية المجاورة رفعت خلالها لافتات تقول "الجيش والشعب ايد واحدة" و"لا اله الا الله أمريكا عدو الله" في اشارة الى تصدع العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد منع نشطاء أمريكيين من السفر واحالتهم الى المحاكمة الجنائية لتلقيهم أموالا من الادارة الامريكية بالمخالفة للقانون كما تقول السلطات.
ويتهم مسؤولون ومقربون من الحكومة الولايات المتحدة بتمويل نشطاء من أجل تقسيم البلاد لكن واشنطن تقول انها تساعد منظمات تعمل لنشر الديمقراطية.
وفي مدينة السويس شرقي القاهرة نظم سلفيون يؤيدون المجلس العسكري مظاهرة ضمت مئات الاشخاص أعلنوا رفضهم لدعوة الاضراب العام والعصيان المدني.
ومن المتوقع أن يعطل الاضراب المزمع يوم السبت جامعات ومصانع وأن تتوقف حركة بعض القطارات وتخفض الخدمات العامة. وسيقدم معدل الاستجابة للاضراب أدلة على رغبة المصريين في مزيد من المواجهة مع المجلس العسكري.
ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشات العامة استعدادا للاضراب.
وقال بيان وقعته 39 جماعة شبابية ان الاضراب هو "مجرد بداية لنقل المعركة الثورية على طريق ربط المطالب السياسية والديمقراطية بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية."