20120213
رويترز
قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل يوم الاحد ان سيف الاسلام ابن معمر القذافي سينقل الى سجن في طرابلس خلال شهرين على ان يمثل بعد ذلك للمحاكمة.
وبعد ثلاثة أشهر على اعتقاله في صحراء ليبيا متنكرا في ملابس بدوي لا يزال سيف الاسلام محتجزا في موقع سري في بلدة الزنتان بشمال غرب ليبيا الامر الذي يعكس مشكلة أوسع نطاقا في ليبيا تتمثل في وجود ميليشيات محلية قوية وحكومة مركزية ضعيفة.
وقال عبد الجليل في مقابلة أجرتها معه رويترز ان السلطات في ليبيا تكمل تشييد بناء سجن في وسط طرابلس - بدأ العمل فيه في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي- والذي سينقل اليه سيف الاسلام.
وقال عبد الجليل ان سيف الاسلام يخضع حاليا للاستجواب وان محاكمته ستبدأ بمجرد تجهيز السجن.
أضاف انه لا يستطيع ان يعطي موعدا محددا بخصوص أسابيع أو شهور لكن الامر لن يستغرق أكثر من شهرين لنقل سيف الاسلام للسجن.
ويقول قادة عسكريون في الزنتان انهم يحتجزون سيف الاسلام في بلدتهم الجبلية النائية بدلا من تسليمه للمجلس الوطني الانتقالي في طرابلس حتى لا يتعرض لنفس مصير والده.
وقتل القذافي على ايدي معتقليه بعد وقت قصير من القبض عليه في اكتوبر تشرين الاول. وعرضت جثته علنا في ثلاجة للحوم في مصراتة قبل دفنه سرا في الصحراء الليبية. وكان ينظر الى سيف الاسلام الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة ودرس في كلية لندن للاقتصاد على انه الوجه المقبول لدى الغرب في ليبيا قبل ان يتحول من إصلاحي ليبرالي الى شخصية رئيسية في معركة والده ضد المعارضين الذين سعوا للاطاحة به.
ويواجه سيف الاسلام المحاكمة في طرابلس بتهم القتل والاغتصاب وقد يحكم عليه بالاعدام اذا أدين. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اتهمت سيف الاسلام بارتكاب جرائم ضد الانسانية لكن ليبيا تقول انه سيحاكم في بلده.
وقال عبد الجليل ان سيف الاسلام سيواجه محاكمة عادلة وكذلك جميع المتهمين في هذا الشأن.
وتقود حكومة انتقالية عينت في نوفمبر تشرين الثاني البلاد حتى اجراء انتخابات في يونيو حزيران لكنها تواجه صعوبات لاستعادة الخدمات وفرض النظام على عدد كبير من الجماعات المسلحة التي اطاحت بالقذافي بعد 42 عاما في السلطة.
وما زال شبح أبناء القذافي يخيم على ليبيا.
وقال عبد الجليل ان النيجر صادرت جميع اجهزة الاتصال الخاصة بالساعدي شقيق سيف الاسلام بعد ان حذر من انتفاضة قادمة في ليبيا من قبل المعارضين للسلطات الحاكمة الان في طرابلس.
وكان الساعدي الذي فر الى النيجر في سبتمبر ايلول قال لتلفزيون قناة العربية عبر الهاتف يوم الجمعة انه على اتصال دائم بأشخاص في ليبيا غير راضين عن السلطات التي تولت مقاليد الحكم في البلاد بعد الاطاحة بوالده وقتله.
ودفع ذلك ليبيا الى مطالبة النيجر يوم السبت بتسليم الساعدي قائلة ان تصريحاته تهدد العلاقات الثنائية بين البلدين. لكن النيجر قالت انها لن تسلم الساعدي لانه سيواجه الاعدام في ليبيا.
وقال عبد الجليل ان وزير خارجية النيجر ورئيس وزرائها هما اللذان بادرا بالاتصال بنظيريهما في ليبيا وعبرا عن اعتذارهما لما حدث. وأضاف انه يستطيع ان يؤكد ان حكوم النيجر اتخذت جميع الاجراءات والخطوات لمصادرة كل اجهزة الاتصال التي كانت بحوزة الساعدي.
ووافقت حكومة ليبيا الانتقالية العام الماضي على طلب بفتح تحقيق حول دور الساعدي في مقتل لاعب كرة قدم لعب للفريق الوطني في الثمانينات.
وقال عبد الجليل ان المدعي العام ارسل بالفعل طلبا لتسليم الساعدي الى ليبيا في ضوء الجريمة التي ارتكبها في مجال الرياضة في ليبيا. وأضاف انه سيتم اتباع الاجراءات القانونية والجزائية في هذا الصدد.
وبينما تسعى لاستعادة النظام تأمل الحكومة الليبية في دمج الميلشيات المسلحة في الشرطة والجيش الوطني لكن هذه العملية تجري ببطء.
وقال عبد الجليل ان التقدم في هذا البرنامج لا يتم بالشكل الذي كان مرجوا حيث كانت الحكومة تريد ضمهم الى اجهزتها كأفراد لا كجماعات. وقال ان نحو 10 في المئة انضموا الى الاجهزة الامنية وسلموا سلاحهم.
وتجري السلطات ايضا تحقيقات في تقارير من جماعات حقوقية تقول ان الثوار السابقين يعذبون المحتجزين في سجون غير رسمية. وقال عبد الجليل ان لجانا شكلت للنظر في هذا الامر وانها ستنهي عملها قريبا ثم تتخذ اجراءات قضائية في هذا الشأن.
واضاف ان هناك خططا لنقل سكان من تاورغاء يقيمون الان في مخيمات لاجئين الى بلدتهم مرة أخرى.
واستخدمت قوات القذافي تاورغاء كقاعدة لها لحصار وقصف مصراتة خلال الحرب. ويقول سكانها واغلبهم من الليبيين السود ان كتائب القذافي اتخذتهم رهائن وانهم لم يتعاونوا معها.
وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان ثوار مصراتة نهبوا المنازل ودمروها في تاورغاء وفي قرى محيطة بها وشنوا هجمات انتقامية ضد النازحين واعتقلوا بعضهم تعسفيا.
وقال عبد الجليل ان الاسر والاطفال سيعودون الى ديارهم قريبا وسيحال المذنبون الى العدالة.
وفي اكتوبر تشرين الاول قال عبد الجليل انه يريد ان يقوم النظام الجديد في ليبيا على اساس من الشريعة الاسلامية. وعندما سئل عن النظام المالي الاسلامي في ليبيا قال ان النظام المالي احد المبادئ الاساسية في الاسلام وانه يعتقد ان الازمة المالية التي تجتاح العالم سببها الربا.
وعندما سُئل عن خططه طويلة المدى قال ان حياته بعد انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية ستكرس للعمل في سبيل المصالحة الوطنية فقط.