20120213
روسيا اليوم
أعلنت السلطات النيجيرية أنها وضعت الساعدي القذافي نجل الزعيم الراحل رهن الإقامة الجبرية، وقطعت عنه كافة الاتصالات. يأتي، ذلك حسب وزراة الخارجية النيجيرية، ردا على ما اعتبرته انتهاكا من الساعدي لشروط الإقامة، بعد دعوته في آخر تصريح أعلامي له إلى الانتفاض ضد المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
مر وقت طويل منذ أن احتفلت طرابلس بمقتل معمر القذافي، ومر وقت طويل أيضاً منذ أن عبر كثيرون عن خوفهم مما قد تأول إليه الأمور في بلد يطفو على بحر من النفط، يخرج الساعدي القذافي وهو الذي شهد أفول عهد أبيه، من ثم أخيه ليقول أن ليبيا على أعتاب ثورة جديدة. كذلك تقول ليبيا لكل حاكم مخلوع مازال لايصدق أن السلطة ليست حكرا عليه ولا على أبناءه. وليس من هم لأهل طرابلس إلا ما يقرون.
الهاجس الأمني الليبي تحد تعانيه كل بلدان الثورة، وطرابلس التي استطاعت إلى حد ما إخفاء أثر السلاح المنتشر تسعى اليوم، ولو على مهل، للانتقال إلى دولة مدنية ينال فيها كل ذي حق حقه، بحسب ما قالت وتقول.
ينتظر من حمل السلاح لأشهر أن يجد لدى الحكومة مطلبه بالعمل أو التعليم، والحكومة التي لم تخرج حتى الآن عن نطاق وضع خطط لضم الثوار تحت لواء واحد، أو إعادة إعمار ما دمر من مدن ومرافق تنتظر عصا سحرية تنتقل بالبلاد إلى الخطوط الأولى لمطالب الثورة، أو على الأقل لاستعادة ما جمد من أموال لدى أوروبا وأمريكا، وهما طرفان قد انتقلا من شرح فضائل الثورة إلى محاولات إدانتها الآن.